ما شاء الله … من أي البلاد هذا القارئ الذي يقرأ…؟ أقول: الأصل أن قارئ القرآن الكريم الذي يقرأ قراءة صحيحة مرتلة موجودة، ويعطي كل حرف حقه ومستحقه، ويزن الكلمات والحروف بميزان أحكام التجويد المعروفة، دون نقص ولا زيادة، لا يُعرف من أي البلاد هو، إلا إذا أفصح عن نفسه، أو عرَّف به غيره. ذلكم لأن القرآن الكريم نزل بلسان واحد، قال تعالى في سورة الشعراء: {وَإِنَّهُۥ لَتَنزِيلُ رَبِّ ٱلْعَٰلَمِينَ * نَزَلَ بِهِ ٱلرُّوحُ ٱلْأَمِينُ * عَلَىٰ قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ ٱلْمُنذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِىٍّ مُّبِينٍ} [١٩٢ ـ ١٩٥]. لم يقل سبحانه: (بألسنة) وإنما قال: {بِلِسَانٍ}، كذلكم وأن المعلم واحد هو سيد البشر وخير معلم رسول رب العالمين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. فإذا كان المعلم واحدا؛ الأصل ألا يوجد بين المتعلمين اختلاف، وإن اختلفت الأجناس. لذلك نجد في المسابقات الدولية، التي يشارك فيها من أغلب دول العالم، على اختلاف لغاتهم وألوانهم ولهجاتهم وعاداتهم؛ توضع لهم ضوابط ومنهجية للتقيم واحدة، ولا يوضع لكل بلد منهج وضوابط، فهم جميعا أمام اللجنة كالقارئ الواحد، لا فرق بينهم، وهذا يدل على ما ذكرت أولا: أن قارئ القرآن الكريم الأصل ألا يُعرف من أي البلاد هو … نصيحتي: علينا أن نتعلم التعليم الصحيح لتلاوة القرآن الكريم، ونستمع جيدا عند التصحيح أثناء التلاوة، ونؤدي كما سمعنا، ونُمرّن ألستنا على الكلمات التي يصعب نطقها، هنا يتحد اللسان وإن اختلفت البلدان. كتبه/ د. نادي بن حداد القط المدينة المنورة حماها الله ١٤ شعبان ١٤٤٦ هجرية