271 | وهاكَ من مُفْرَدٍ ومِنْ إضافةِ ما | فى جمعِهِ اختلفوا وليس مُنْكَدِرَا |
أي خذ ما رسم بالتاء من هاءات التأنيث من ألفاظ مفردة ومضافة قد اختلف القراء في قراءتها بالإفراد والجمع , وقوله وليس مُنْكَدِرَا: المنكدر من الطير: المنقض , وانكدرت النجوم: تناثرت , وقيل في معنى قوله تعالى : (وَإِذَا ٱلنُّجُومُ ٱنكَدَرَتْ)[التكوير: ٢]. انتثرت. فيكون المعنى أني أجمعه ولا أترك شيئاً منه مفرقاً منتثراً.
272 | فى يوسفٍ آيتٌ معاً غيابَتِ قُلْ | فى العنــكبوتِ عليْهِ آيَتٌ أُثِرَا |
يريد قوله تعالى: (ءَايَٰتٌ لِّلسَّآئِلِينَ)[يوسف 7]. قرأها ابن كثير بالإفراد والباقون بالجمع
وقوله: (وَأَلْقُوهُ فِى غَيَٰبَتِ ٱلْجُبِّ)[يوسف: ١٠] قرأ نافع بالجمع والباقون بالإفراد .
وقوله: (وَأَجْمَعُوٓاْ أَن يَجْعَلُوهُ فِى غَيَٰبَتِ ٱلْجُبِّ ۚ)[يوسف: ١٥]. نافع بالجمع والباقون بالإفراد .
وقوله: (وَقَالُواْ لَوْلَآ أُنزِلَ عَلَيْهِ ءَايَٰتٌ مِّن رَّبِّهِۦ ۖ)[العنكبوت: ٥٠] قرأها بالإفراد ابن كثير وشعبة وحمزة والكسائي والباقون بالجمع , ومعنى أُثِرَا : ذكرا.
273 | جمالتٌ بيناتِ فاطرٍ ثَمَرَتْ | فى الغُرْفَتِ اللاَّتَ هيهاتَ العِذابُ صَرَا |
أي قوله تعالى: (كَأَنَّهُۥ جِمَٰلَتٌ صُفْرٌ)[المرسلات: ٣٣] قرأها حفص وحمزة و الكسائي بالإفراد والباقون بالجمع , وذكر أبو عمرو: أن الألف بعد الميم ثابتة في بعض المصاحف ومحذوفة في بعضها.
وقوله: (أَمْ ءَاتَيْنَٰهُمْ كِتَٰبًا فَهُمْ عَلَىٰ بَيِّنَتٍۢ مِّنْهُ ۚ) [فاطر: ٤٠]. قرأها بالجمع نافع وابن عامر والكسائي وشعبة. والباقون بالإفراد .
وقوله: (وَمَا تَخْرُجُ مِن ثَمَرَٰتٍۢ مِّنْ أَكْمَامِهَا)[فصلت: ٤٧]. قرأها بالجمع نافع وابن عامر وحفص والباقون بالإفراد.
وقوله:( وَهُمْ فِى ٱلْغُرُفَٰتِ ءَامِنُونَ)[سبأ: ٣٧]. قرأها بالإفراد حمزة والباقون بالجمع.
وقوله تعالى : (أَفَرَءَيْتُمُ ٱللَّٰتَ وَٱلْعُزَّىٰ) [النجم: ١٩]. كتبت بالتاء.
وقوله تعالى: (هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ)[المؤمنون: ٣٦]. كتبت بالتاء.
قوله العِذابُ صَرَا: العِذاب, جمع عَذْبَة , وصَرَى: الماء المستقر.
274 | فى غافرٍ كلماتُ الخلْفُ فيه وفى الثْ | ثَانى بيونُسَ هاءً بالعراقِ تُرَى | |
275 | والتاءُ شامٍ مَدينىٌ وأسقَطَهُ | نصيُرُهم وابْنُ الانْبارِىْ فَجُدْ نَظَرَا |
أراد قوله تعالى: (وَكَذَٰلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَنَّهُمْ أَصْحَٰبُ ٱلنَّارِ)[غافر: ٦]. قرأها بالجمع نافع وابن عامر والباقون بالإفراد. فأخبر أن المصاحف اختلفت في رسمها , فكتب بالتاء في بعضها , وفي بعضها بالهاء.
(إِنَّ ٱلَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ)[يونس: ٩٦]. قرأها بالجمع نافع وابن عامر والباقون بالإفراد. كتبت بالهاء في مصاحف أهل العراق كذلك ترى, وكتبت بالتاء في مصاحف الشام والمدينة , قوله وأسقَطَهُ : الضمير في , وأسقطه يعود إلى الثاني بيونس , أي أسقطه نصير وابن الأنباري من المرسوم بالتاء.
276 | وفيهِما التاءُ أَوْلَى ثَّم كُلُّهُمُ | بالتَّا بيُونُسَ فى الاُولَى ذَكَا عَطِرَا | |
277 | والتَّا فى الأنعامِ عنْ كُلٍّ ولاَ أَلِفٌ | فيهِنَّ والتاءُ فى مرضاتِ قد جُبِرَا |
الضمير في قوله: وفيهِما, يعود إلى الثاني بيونس والذي في غافر, أي التاء فيهما أولى لما رجح عنده من الدليل أو النقل الذي يدل على ذلك.
قوله ثَّم كُلُّهُمُ بالتَّا: أي كل المصاحف اتفقوا على رسم قوله تعالى: (كَذَٰلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى ٱلَّذِينَ فَسَقُوٓاْ)[يونس: ٣٣] . بالتاء وهو الموضع الأول , وقرأها بالجمع نافع وابن عامر والباقون بالإفراد. قوله ذَكَا عَطِرَا: أي اشتهر اشتهاراً طيباً.
قوله والتَّا فى الأنعامِ عنْ كُلٍّ: أي كل المصاحف اتفقت على رسم قوله تعالى : (وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا ۚ)[الأنعام: ١١٥]. بالتاء قرأها بالإفراد عاصم وحمزة والكسائي والباقون بالجمع.
قوله ولاَ أَلِفٌ فيهِنَّ: أخبر أن ( كلمت ) المتقدم ذكرها في هذه المواضع لم يرسم فيها ألف , يريد الألف التي بعد الميم.
قوله والتاءُ في مرضاتِ قد خُبِرَا : أي رسم لفظ ( مرضات ) بالتاء حيث وقع, نحو:( ٱبْتِغَآءَ مَرْضَاتِ ٱللَّهِ ۗ)[البقرة: ٢٠٧]. واختبر رسمه بالتاء فوجد كذلك.
278 | وذاتِ معْ يا أبَتْ ولاتَ حيَن وقُلْ | بِالْهَا مناةَ نصيرٌ عنهُمُ نَصَرَا |
قوله وذاتِ معْ يا أبَتْ ولاتَ حيَن: معطوف على قوله في البيت قبله, والتاءُ في مرضاتِ قد خُبِرَا , أي ورسم لفظ (ذات) بالتاء حيث وقع, نحو: (ذَاتِ ٱلشَّوْكَةِ)[الأنفال: ٧]..كما رسم لفظ ( يا أبت ) بالتاء في جميع المصاحف حيث وقع, نحو: (قَالَ يَٰأَبَتِ ٱفْعَلْ مَا تُؤْمَرُ )[الصافات: ١٠٢]. وكذا قوله: (وَّلَاتَ حِينَ مَنَاصٍۢ)[ص: ٣]. بالتاء.
قوله وقُلْ بِالْهَا مناةَ نصيرٌ عنهُمُ: أي نقل نصير عن جميع الرسام , رسم قوله تعالى: (وَمَنَوٰةَ ٱلثَّالِثَةَ ٱلْأُخْرَىٰٓ)[النجم: ٢٠]. بالهاء, وليس بينهم خلاف. وقوله نَصَرَا: أي نصر النقل بالترجيح.
279 | تَمَّتْ عقيلةُ أترابِ القصائدِ فى | أسْنَى المقاصِدِ للرَّسْمِ الذَّى بَهَرَا |
أخبر بتمام هذه القصيدة وأنه سماها ” عقيلة أتراب القصائد ” والعقيلة: النفيسة , ويقال المرأة عقيلة الحيّ: أي أحسن نسائه وأكرمهن, والعقيلة من الإبل : الجياد , وأتراب: جمع ترب , وهو المثل في السن , يقال: هذه ترب هذه, أي مساوية لها في سنها , قال تعالى: (عُرُبًا أَتْرَابًا)[الواقعة: ٣٧]. أي في سن واحدة , والقصائد : جمع قصيدة بمعنى مقصودة أي لها عدة قصائد وهي عقيلتهن: أي أنفسهن , وبهره: قهره وغلبه.
280 | تِسعونَ معْ مائتينِ معْ ثمانيةٍ ج |
أبياتُها ينتظمْنَ الدُّرَّ والدِّرَرَا |
أخبر أن عدة أبياتها مائتان وثمانية وتسعون بيتاً, وأخبر أن أبياتها تنتظم الدر والدررا, فالدر: عبارة عن الألفاظ, والدرر: عبارة عن المعاني , وكأن أبيات هذه القصيدة كالخيط الذي ينتظم الدر فيه.
281 | ومالهَا غيُر عونِ اللِه فاخرةً | وحمدِهِ أبداً وشُكرِهِ ذِكَرَا | |
282 | ترجُو بأرجاءِ رُحماهُ ونعمَتِهِ | ونَشْرِ إفضالِهِ وَجُودِهِ وََزَرَا |
أي ليس ما تقدم ذكره في هذه القصيدة إلا بعون الله وحمده وشكره دائماً, في حال كونها فاخرة على غيرها, ترجو, نسب الرجاء إليها , وهو في الحقيقة ينسب إلى ناظمها , والرجاء : الطمع, أي تطمع , والأرجاء : الجوانب , والوزر: الملجأ, أي ترجو وزرا في أرجاء رحمته ونعمته وجوده , ونَشْرِ إفضالِهِ: أي تمتنع به أو صاحبها من طعن يطعن فيها ويذمها.
283 | ما شان شانٌ مَراميها مسدَّدةٌ ج |
فِقْدانَ ناظِمِها فى عَصْرِهِ عَصَرَا | |
284 | غريبةٌ مالها مِرآةُ مَنْبَــهَةٍ | فلا يلُمْ ناظرٌ منْ بدرِها سَرَرَا |
يقول: ما عاب أمر مراميها ـ وهي مقاصدها ـ وهي في الأصل السهام في حال سدادها , عدم ناظمها من يلتجئ إليه . يقول: ما ضرَّه زهد الناس فيه وقلة احتفالهم به وإقبالهم عليه, يعني أنه رحمه الله قد امتحن بهذا في أول حلوله بمصر, أي بمثل ما ذكر.
قوله غريبةٌ: يعني أن المرأة إذا كانت بين أهلها كان لها منهم من يصلحها ويزينها فلا تحتاج إلى المرآة , وإذا كانت المرآة غريبة عدمت ذلك , فهي تعتمد على النظر في المرآة , فما رأته أصلحته , وإذا لم يكن لها مرآة ولا من يصلحها فلا يلم ناظر من بدرها , أي من وجهها.
فقال رحمه الله: هذه القصيدة غريبة , وليس لها مرآة تنبهها على عيب تُصلحه , يعني أنه كان في حال نظمها غريباً لا يجد معيناً بكتُبٍ يطالعها , وإنما اعتمد في نظمها على حفظه وما خاطره من ذلك.
والسِّرَر: ما كان على الكمأة من طين وقشر , وبالفتح آخر ليلة من الشهر .
285 | فقيرةٌ حينَ لمْ تُغنى مُطالَعةً | إلى طلائعَ للإغضاءِ مُعْتَذِرَا | |
286 | كالوصلِ بيَن صِلاتِ المحسنيَن بها | ظنًّا وكالهجرِ بينَ الـمُهْجِرينَ سَرَا |
أخبر أن العقيلة فقيرة , فاستعار لها الغربة والفقر , أي ما لناظمها أهل يعينوه على تحسينها ولا إزالة مشينها , وهي أيضاً محتاجة إلى نقاد جوهرها مجيبين عن أسئلتها بفضل ألسنتهم , لأنه اعتمد في تصنيفها على ما حفظه , ولم يطالع عليها كتاباً , لأنه حكى أن كتبه كانت في البحر , ودخل مصر فنظمها , وأنه لم يغنها بالمطالعة , فهي كالوصل بين صلات المحسنين بها ظناً , أي عند المعتمدين فيها حسناً مثل الوصل الناشئ من تودد المحبين , وسوء الظن بها عند المقبحين القول عنها كوحشة القطع الساري بين المتباغضين , فكن من أجود الفريقين , وقد صرح بهذا المعنى من قال:
وعين الرِّضى عنْ كلِّ عَيْب كَلِيلة ولكن عين السَّخط تبدي المساويا ([1])
والهجر: القطع . وسرى: أي سائر بينهم.
287 | من عابَ عيباً لهُ عُذْرٌ فلا وَزَرَا | يُنْجِيْهِ منْ عزَماتِ اللَّومِ مُتَّئِرَا | |
288 | وإنما هِىَ أعمالٌ بِـنِـيَّـتِهَا | خذ ما صفا واحْتمِلْ بالعفوِ ما كَدَرَا |
أي من عاب معتذراً عاد لومه عليه , لأن العذر يمنع اللَّوم , قوله فلا وَزَرَا يُنْجِيْهِ : أي ينجي العائب من الملامة , ومتَّئرا: أي أخذ ثأره.
وقوله وإنما هِىَ أعمالٌ بِـنِـيَّـتِهَا: اقتدى بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم ” إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ “([2])
أي ونيتي أن ينفع الله بهذه القصيدة . قوله خذ ما صفا: أي فما رأيته فيها صافياً نافعاً فخذه , وما رأيته من كدر فاصفح عنه.
289 | إن لا تُقَذِّى فلا تُقْذِى مَشَارِبَهَا | لا تُنْزِرَنَّ نَزُوراً أو تَرَى غُزُرَا |
القذى: ما يسقط في العين أو الشراب من الأذى , يعني إذا كنت لا تقذيها أي لا تخرج منها على زعمك فلا تقذيها , وقوله لا تُنْزِرَنَّ نَزُوراً أو تَرَى غُزُرَا: يقال نزرت الرجل : إذا احتقرته , أي لا تحقرنَّ هذه القصيدة حتى ترى خيراً منها , ولا تحقرنَّ قليلة اللبن حتى ترى غُزُرا : جمع غزيرة, وهي كثير اللبن.
290 | واللهُ أكرمُ مأمولٍ ومُعْتَمَدٍ | ومُسْتَغَاثٍ بهِ فى كُلِّ ما حُذِرَا | |
291 | يا ملجأَ الفُقَرَا والأغنياءِ ومَنْ | ألطافُهُ تكشِفُ الأسْواءَ والضَّرَرَا |
يقول : إن الله أكرم ما أمله العبد , ما يعتمد عليه , وأكرم مستغاث به في كل الأحوال, وقوله يا ملجأَ الفُقَرَا: أي أن الله تعالى ملجأ الفقراء والأغنياء لأن العالم كلهم يلجئون إليه , قال تعالى: (أَمَّن يُجِيبُ ٱلْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ ٱلسُّوٓءَ)[النمل: ٦٢ ].
292 | أنتَ الكريمُ وغفَّارُ الذنوبِ ومَنْ | يرجو سِواكَ فقدْ أوْدَى وقَدْ خَسِرَا | |
293 | هبْ لى بُجودِكَ ما يُرْضِيكَ مُتَّبِعاً | ومِنك مُبْتَغِياً وفِيكَ مُصْطَبِرَا |
يقول: أنت الكريم لا كريم سواك, وأنت غفار الذنوب جميعاً لا يغفرها سواك , فمن رجا غيرك فقد أودى: أي هلك وخسر خسراناً مبيناً.
قوله هبْ لي بُجودِكَ : أي هب لضعفي توفيقاً لإخلاص طاعتك الذي يرضيك عن حال إتباع أوامرك , وطلب حوائجي منك , وصبري على قضائك وقدرك.
294 | والحمدُ للهِ منشُوراً بشائِرُهُ | مباركاً أوَّلاً ودائماً أُخَر | |
295 | ثم الصلاةُ على المختارِ سيِّدِنَا | مُحَمَّدٍ عَلَمِ الهادينَ والسُّفَرَا |
أي والحمد لله تعالى حال كونه منشور المبرات , مبارك الجائزات , دائم الثبوت في أول نظمي وآخره , ثم الصلاة على المختار الذي اختاره الله لرسالته سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم , علم الهادين : أي علم الأنبياء الذين هم سبب في هداية البشر , أي هو صلى الله عليه وسلم إمامهم , والسفراء : جمع سفير , والمراد به الرسول صلى الله عليه وسلم , لأنه مرسل من الله إلى الناس كافة.
296 | تَنْدَى عبيراً ومسكاً سُحْبُها دِيَماً | تُمْنَى بها لِلْمُنَى غَاياتُها شُكُرَا | |
297 | وتَنْثَنِى فتَعُمُّ الآلَ والشِّيَعَ الْـ | مُهاجرِينَ ومَنْ آوَى ومَنْ نَصَرَا |
قوله تَنْدَى: أي تمطر سحب الصلاة عليه عبيراً : وهو أخلاط من الطيب يجمع, أي في كون الصلاة تندى عبيراً ومسكاً سحبها في حال كونها دائمة , والديم: جمع ديمة , وهو المطر الدائم , وقوله تُمْنَى بها: أي ما يتمناه الإنسان , فقد جعل الصلاة على النبيّ صلى الله عليه وسلم لكثرتها ودوامها سحباً هاطلة بعبير ومسك لما فيها من طيب الثناء , وقوله شُكُرَا: جمع شكور , وقوله وتَنْثَنِى: أي تنعطف الصلاة , لأن المصلي على النبيّ صلى الله عليه وسلم ينثني فيصلي على آله وأصحابه بعده , والشيع: جمع شيعة , وهو من الأتباع الذين اتبعوه وهاجروا إلى دار هجرته , والذين آووا ونصروا , هم الأنصار رضي الله عنهم أجمعين .
298 | تُضَاحِكُ الزَّهْرَ مَسْروراً أسِرَّتُهَا | مُعَرَّفاً عَرْفُها الآصالَ والْبُكَرَا |
لما جعل الصلاة سحباً استعارة جعلها تضاحك الزهر , وضحك الزهر تفتحه واهتزازه , ووصف الزهر بالسرور , وأسرة الوجه: الخطوط التي تكون فيه , والسرور يتبين في وجه الضاحك , ومعرفاً: مطيباً , قال تعالى : (وَيُدْخِلُهُمُ ٱلْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ) [محمد: ٦]. أي طيبها لهم , والآصال: جمع أصيل , وهو العشي , والبكرا: جمع بكرة, وهي الغداة , قال تعالى: (وَٱذْكُرِ ٱسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا)[الإنسان: ٢٥].
وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
[1] ـ من شعر الحافظ أبو الفضل الرازي , كتاب تاريخ مدينة دمشق – (ج 36 / ص 319)
[2] ـ متفق عليه , أخرجه البخاري في صحيحه (1 / 1) باب كَيْفَ كَانَ بَدْءُ الْوَحْيِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم .