هو أبو بكر شعبة بن عياش بن سالم الأسدي الكوفي.
أحد الأعلام حجة كثير العلم والعمل, وكان حنَّاطا.
قرأ القرآن ثلاث مرات على عاصم, وعرض القرآن أيضاً على عطاء بن السائب.
وروى عنه أيضا ابن المبارك مع تقدمه وأبو داود الطيالسي وأحمد بن حنبل وخلق لا يحصون.
قال أحمد بن حنبل : ثقة صاحب قراءة وخيِّر.
وقال ابن المبارك : ما رأيت أحداً أسرع إلى السنة من أبي بكر بن عياش.
قال أبو داود: حدثنا حمزة بن سعيد المروزي وكان ثقة قال: سألت أبا بكر بن عياش فقلت: قد بلغك ما كان من أمر ابن عُلَية في القرآن قال: ويلك من زعم أن القرآن مخلوق فهو عندنا كافر زنديق عدو الله لا نجالسه ولا نكلمه.
قال الحافظ يعقوب بن شيبة كان أبو بكر معروفا بالصلاح البارع وكان له فقه وعلم بالأخبار .
وقال يزيد بن هارون: كان أبو بكر خيراً فاضلاً لم يضع جنبه إلى الأرض أربعين سنة.
وقال يحيى بن معين: لم يفرش لأبي بكر فراش خمسين سنة.
ومن حكمه قوله : أدنى نفع السكوت السلامة وكفى بها عافية, وأدنى ضرر المنطق الشهرة وكفى بها بلية.
وقال يحيى بن آدم: قال لي أبو بكر: تعلمت من عاصم القرآن كما يتعلم الصبي من المعلم فلقي مني شدة فما أحسن غير قراءته وهذا الذي أخبرتك به من القرآن إنما تعلمته من عاصم تعلماً.
وقال عبيد بن يعيش: سمعت أبا بكر يقول: ما رأيت أقرأ من عاصم فقرأت عليه, وما رأيت أفقه من مغيرة فلزمته.
وروي من غير وجه عن أبي بكر أنه مكث أربعين سنة أو نحوها يختم القرآن في كل يوم وليلة.
وعن أبي بكر قال: الدخول في العلم سهل والخروج منه إلى الله شديد.
قال جعفر الخلدي: حدثنا ابن مسروق حدثنا يحيى الحماني قال: لما حضرت أبا بكر بن عياش الوفاة بكت أخته فقال لها ما يبكيك انظري إلى تلك الزاوية قد ختمت فيها ثمان عشرة ألف ختمة.
توفي في جمادى الأولى سنة ثلاث وتسعين ومائة أرخه يحيى بن آدم وأحمد بن حنبل رحمهم الله تعالى .