المقدمة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أما بعد: إن أفضل ما يشغل الإنسان به جوارحه كتاب الله الكريم, من حفظه وتجويده وتدبر معانيه والعمل بما فيه .

ولما كان علم القراءات لتعلقه به من أعظم العلوم مقداراً, وأرفعها شرفاً ومناراً, فكان أولى أن تصرف إليه الهمم العوالي, وأجل ما تبذل فيه المهج الغوالي, ولذا رغب فيه الرسول صلى الله عليه وسلم فَعَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رضي الله عنه ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ القُرْآنَ وَعَلَّمَهُ» ([1])

هذا ولما تفضل الله عليَّ بشرف تدريس القرآن الكريم وقراءاته, وجدت إقبالا من الطلاب في قراءة الإمام عاصم جمعا بين راوييه شعبة وحفص, فجمعت في هذا الكتاب الكلمات القرآنية التي خالف فيها شعبة حفصا من طريق الشاطبية, وسميته “التحفة السنيَّة في رواية شعبة من طريق الشاطبيَّة” وقد جعلت في هذا الكتاب رواية حفص عن عاصم هي الأصل حيث هي الأشهر في أكثر الأقطار, ويقبلها ما خالفه فيه شعبة, ليُعلم الفرق بينهما في سهولة ويسر, وقد راعيت كتابة الكلمات القرآنية بما يوافق الرسم العثماني .

ثم وضعت ترجمة لكل من الأئمة عاصم وشعبة وحفص, ثم ذكرت أصولاً اتفق عليها شعبة وحفص من قواعد التجويد, مثل: الاستعاذة والبسملة وأحكام النون الساكنة والتنوين والميم الساكنة والمشددتين وكذلك أحكام المدود, ثم ذكرت فرش الحروف التي خالف فيها شعبة حفصاً من أول القرآن إلى آخره .

أسأل الله أن يجعل عملنا خالصاً لوجهه الكريم, وأن ينفع به كل من تلقاه بقلب سليم, وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

 

خادم القرآن الكريم

د/ نادي بن حداد محمد القط

 

([1])صحيح البخاري (6/ 192) سنن الترمذي تحقيق أحمد شاكر (5/ 173) السنن الكبرى للنسائي (7/ 267)