الحكم الرابع: الإخفاء الحقيقي:

وهو لغة : الستر.

واصطلاحاً: النطق بالحرف بصفة بين الإظهار والإدغام عارٍ عن التشديد مع بقاء الغنة في الحرف الأول.

 

حروفه: هي الباقية من حروف الهجاء بعد حروف الإظهار والإدغام والإقلاب وهي خمسة عشر حرفاً :

            ( ص   ذ  ث  ك  ج   ش     ق  س    د  ط   ز  ف  ت  ض   ظ )

 

فإذا أتى حرف من هذه الحروف بعد النون الساكنة أو التنوين فإنها تخفي مع بقاء الغنة , ويسمى إخفاءً حقيقياً.

الأمثلة:

(تُنصَرُونَ)  (مَّن ذَا ٱلَّذِى)  (تَمْهِيدًا (14) ثُمَّ)  (مِنْكُمْ) (مَن جَآءَ)  (ثَمَنًا قَلِيلاً)  (أَندَادًا)  (مِنْ طَيِّبَاتِ)  (جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا) (يَنظُرُونَ)

 

 

  سبب الإخفاء : هو عدم التقارب بين النون الساكنة والتنوين وبين حروف الإخفاء حتى يدغما, وعدم تباعدهما حتى يظهرا .

وسمي إخفاءً حقيقياً : لتحقق الإخفاء فيه .

قال الناظم:

وَالرَّابِـعُ الإِخْفَاءُ عِنْـدَ الْفَاضِـلِ     مِـنَ الحُــــــــــــــــرُوفِ وَاجِـبٌ لِلْفَــــــــــاضِــلِ

فِي خَمْسَةٍ مِنْ بَعْدِ عَشْرٍ رَمْزُهَــا     فِي كِلْمِ هَذَا البَيْـتِ قَـد ضَّمَّنْتُهَـا

صِفْ ذَا ثَنَا كَمْ جَادَ شَخْصٌ قَدْ سَمَا     دُمْ طَيِّبــــــاً زِدْ فِي تُقًىٰ ضَـعْ ظَالِمَـا

 

صفوة الأحكام

 

تنبيه: الغنة تتبع ما بعدها من الحروف تفخيماً وترقيقاً, فإن أتى بعدها حرف مفخم فخمت. مثل: (تُنصَرُونَ)  (مِنْ طَيِّبَاتِ) (ثَمَنًا قَلِيلاً)

 

وإن أتى بعدها حرف مرقق رققت , مثل : (مَّنثُورًا)  (مَن شَآءَ)   (وَرِزْقٌ كَرِيمٌ)

قال صاحب لآلئ البيان :

وَالرَّوْمُ كَالوَصْلِ وَتَتْبَعُ الأَلِفْ    مَا قَبْلَهَا , وَالعَكْسُ فِي الغَنِّ أُلِفْ

 

وليحترز القارئ من إلصاق اللسان فوق الثنايا العليا عند إخفاء النون حتى لا تشبه النون المشددة , كما أنه لا يجعل لسانه في مخرج الحرف الذي يلي النون المخفاه , حتى لا يخلط بين مخارج الحروف .

فمن أمثلة ذلك: (وَالْأُنثَىٰ بِالْأُنثَىٰ)  فلا تجعل لسانك في مخرج الثاء لحظة إخفاء النون , بل إذا انتهيت من الغنة انتقل إلى مخرج الثاء .

وكذلك: (مَاءً فَأَخْرَجَ)   فعند غنة الإخفاء لا تجعل لسانك في مخرج الفاء , إلا إذا انتهيت من الغنة , وعلى هذا فقس .