3- نشأة القراءات

وقد نشأت القراءات أول ما نشأت منذ اللحظات الأولى لتلقي رسول الله صلى الله عليه وسلم لكلام ربه بواسطة جبريل الأمين عليه السلام . فكان عليه الصلاة والسلام يقرؤه مرتَّلاً مجوَّداً على أصحابه مصداق قول الله سبحانه (وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا) [المزمل: ٤] .

وقوله عز وجل: (وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَىٰ مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلًا) [الإسراء: ١٠٦] .

 

وقد أتقن الصحابة رضي الله عنه تلاوته من واقع عربيتهم الفصيحة, السليمة من كل شائبة، ومن واقع تلقيهم للقرآن غَضًّا طَرِيًّا من فم رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومن ثَمَّ قاموا هم بتعليمه لمن وراءهم على النحو الذي سمعوه وتلقوه.

 

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يراعي لهجات القبائل العربية في النطق واللفظ، وذلك من فضل الله على الأمة ومن توسعته لها، حيث أَنزلَ الله سبحانه القرآنَ الكريم على سبعة أحرف. كما ورد في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ أُنزِلَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ ) متفق عليه.