ثانيا : الصفات التي لا ضد لها

  • صفة الصفير :

وهي لغة : صوت يشبه صوت الطائر .

واصطلاحًا: صوت زائد يخرج من الشفتين يصاحب أحرفه الثلاثة .

حروفه : ( ص – ز – س ) .

 

قال ابن الجزري:

صَفِيرُهَـا  صَـادٌ وَزَايٌ سِيـنُ     ……………………..

 

  • صفة القلقلة :

معناها لغة : الاضطراب والتحريك .

واصطلاحًا: اضطراب المخرج عند النطق بالحرف ساكنا حتى يسمع له نبرة قوية .

حروفه : مجموعة في ” قُطْبُ جَـدٍ ” .

قال ابن الجزري:

………………….       قَلْقَلَـةٌ قُطْبُ جَـدٍ …..

 

ومراتب القلقلة ثلاثة :

1ـ أعلاها المشدد الموقوف عليه، مثل : (الْحَقَّ)  (وَتُبْ) .

2 ـ الساكن الموقوف عليه غير المشدد مثل : (خَلَاقَ)  (وَمَا كَسَبَ).

3 ـ ثم الساكن الموصول مثل   (خَلَقْنَا) (حَبْلٌ) .

 

  • صفة اللين :

معناها لغة : السهولة .

واصطلاحًا: إخراج الحرف من مخرجه في لين وعدم كلفة على اللسان .

حروفه : (الواو والياء) الساكنتين المفتوح ما قبلهما ، مثل :

 (خَوْفٌ)  (السَّوْءِ) (بَيْتٍ) (شَيْءٍ)

قال ابن الجزري:

…………………..    …………………وَاللِّيـنُ

وَاوٌ وَيَـاءٌ سُكِّنَــا، وَانْفَتَحَـا   قَبْلَهُمَـا ………………..

 

 

  • صفة الانحراف :

وهو لغة : الميل والعدول .

واصطلاحًا: ميل الحرف بعد خروجه إلى طرف اللسان .

حروفه : له حرفان : (اللام والراء) ، فالانحراف فيهما صفة لازمة لهما لانحرافهما عن مخرجهما حتى يتصلا بمخرج غيرهما، فاللام إلى ناحية طرف اللسان، والراء إلى ظهره .

قال ابن الجزري:

…………………..     ……….. وَالاِنْحِرَافُ صُحِّحَـا

فِي اللاَّمِ وَالـرَّا،………..     ……………………….

 

5 ـ صفة التكرير :

وهو لغة : الإعادة .

واصطلاحًا: ارتعاد طرف اللسان عند النطق بالحرف .

حروفه : له حرف واحد وهو (الراء) .

وتكرير الراء صفة لازمة للحرف ولكن على القارئ التحفظ من المبالغة فيه

وليكن مرة بعد مرة ولا يزد حتى لا يخرج به عن رونق القراءة .

قال ابن الجزري:

…… وَالـرَّا، وَبِتَكْرِيرٍ جُعِـلْ     …………………….

 

  • ـ صفة التفشي :

معناها لغة : الانتشار .

واصطلاحًا: انتشار الريح في الفم عند النطق بالحرف حتى يمتلئ الفم بصداه.

حروفه : له حرف واحد وهو (الشين) .

قال ابن الجزري:

…………………    وَلِلتَّفَشِّي  الشِّينُ ……..

 

7 ـ صفة الاستطالة :

وهي لغة : الامتداد .

واصطلاحًا: امتداد المخرج من أول حافة اللسان حتى تتصل بمخرج اللام .

حروفه : له حرف واحد وهو(الضاد) .

والفرق بين المستطيل والممدود أن المستطيل جرى في مخرجه, والممدود جرى في نفسه.

            قال ابن الجزري:

………………….     ………….. ضَاداً اسْتَطِلْ

 

الفرق بين المستطيل والممدود: أن المستطيل جرى في مخرجه, والممدود جرى في نفسه.

 

ملحوظة: ذكر بعض الشيوخ صفة الخفاء على أنها في (الهاء وحروف المد الثلاثة) وعند شرح الصفة وبيانها قالوا: وهي صفة تؤثر على الحرف بحيث يسهل أن يكون خفياً. أما عن معالجة الخفاء قالوا:

وكيف أقوي حرف المد والهاء كي لا تغلب عليهم صفة الخفاء ؟

تُقوِّي حروف المد بالمد وتُقوِّي الهاء بالصلة إذا كانت هاء الضمير واجتمعت فيها شروط مد الصلة, وإذا أردنا أن نستخدم اصطلاحاً يصلح للجميع فأقول أنه لمنع صفة الخفاء نستخدم تمطيط الصوت.

وكيف نعالج صفة الخفاء في حروف المد ؟

المحافظة على زمن حروف المد وهو لا يقل بحال من الأحوال عن حركتين إذا لم يكن بعده أوقبله سبب لزيادة المد .. ا ه.

 

فأرى أن هذه الصفة – الخفاء – لا تعتبر صفة ضمن صفات الحروف, لأن الصفة هي وَصْفٌ للحرف فيتميز به عن غيره من الحروف التي اتفقت معه في المخرج, وصفة الخفاء لا تميز هذه الحروف عن غيرها, لأنها ليست بصفة ذاتية ولا عَرَضية, وإنما ذكرت من أجل التحرز منها, لا للإتيان بها.

فحرف الهاء يظهره صفة الهمس التي فيه, وحروف المد يظهرها الهواء المصاحب لها أثناء المد, فإذا ما حقق القارئ مخارج الحروف وصفاتها, تمكَّن من النطق الصحيح الذي يظهر الحرف ويوضحه, وذلك بالسماع والتلقي من أفواه القرَّاء الحذَّاق.

وفي ذلك يقول الشيخ حسن السَّخاوي رحمه الله:

وَالْهَاءُ تَخْفَى فَاجْلُ فِي إِظْهَارِهَا    فِي نَحْوِ مِنْ هَادٍ وَفِي بُهْتَانِ

وَجِبَاهُهُمْ وَوَجُوهُهُمْ بَيِّنْ بِــــــــلَا    ثِقَـلٍ تَزِيــدُ بِهِ عَلَى التِّبْيَــــــانِ

 

فكلامه هنا رحمه الله إنما هو لبيان الحرف, والتحرز من إخفائه, خاصة إذا ما تكرر,كما مَثَّلَ له.

وقال الإمام ابن الجزري في حروف المد:

فَأَلِفُ الجَوْفِ وَأُخْتَاهَا وَهِي    حُـرُوفُ  مَـدٍّ  لِلْهَوَاءِ  تَـنْتَهِي

أي حروف المد الثلاثة الهواء مصاحب لها أثناء المد إلى منتهاه, حتى لا يخفى. فهنا عالج حروف المد بالهواء المصاحب لها.

 

وقال ابن الجزري أيضاً عن الهاء:

………………..      وَصَـفِّ هَا جِبَاهُهُـمْ عَلَيْهِمُ

أي خَلِّص الهاء وأظهرها عند النطق بها حتى لا تَخْفى, خاصة إذا تكررت.

 

أما عن التحذير من الخطأ في الحكم لا يكسبه حكماً غير حكمه, ولا صفة غير صفته, فقد قال ابن الجزري في أحكام الميم الساكنة أيضاً:

وَأَظْهِرَنْـهَا  عِنْدَ بَاقِي الأَحْـرُفِ    وَاحْذَرْ لَدَىٰ وَاوٍ  وَفَا أَنْ تَخْتَـفِي

فهنا حذَّر من إخفاء الميم إذا وقع بعدها واواً أو فاءً, ومع ذلك لم يكن حكم الميم الساكنة التي وقع بعدها واواً أو فاءً الإخفاء الشفوي, بل حكمها الإظهار الشفوي.

وبعد هذا العرض, أرى انتفاء صفة الخفاء عن حرفِ الهاء وحروفِ المد الثلاثة, بل يجب التحرز منها عند القراءة, والله تعالى أعلم. مع احترامي لآراء الآخرين.

أما صفة الغنة فهي ثابتة في الميم والنون.

 

 

صفوة الأحكام