أمَّا علم القراءات فقد نشأ متأخِّراً بعد أن تعدَّد أئمة القراءات وتفرقوا في الأمصار، وأصبحَ لكلِّ جهةٍ إمامٌ, يقرأُ الناسُ بقراءته، واحتاج الناس إلى تدوين هذه القراءات وأئمتها وما يتعلق بذلك.
وقد كان أهل الصدر الأول يعتمدون على حفظهم دون تدوين، فخشي الناس من التخليط في كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد. فعملوا على تدوينه.
فكان أبو عُبيد القاسم بن سلام، أول من جمع القراءات في كتاب، وجعل لها خمسة وعشرين قارئًا، أي إماماً للقراءة. سوى السبعة المشهورين الذين عُرِفَ بهم ابن مجاهد.
وقيل إن أول من جمع القراءات ودونها أبو عمر حفص بن عمر الدوري.