البانر

نص مؤقت

أكمل القراءة...

المقدمة

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله, صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً .

أما بعد: فإن أهم العلوم علم تعلق بالقرآن, لما فيه من الهدى والنور والبيان, فهو أولى ما تُصرفُ إليه الهِمَمُ العَوالي, وأجلُّ ما تُبذلُ فيه الْمُهَجُ([1]) الغَوالي, وخير ما صُرفت فيه الأوقاتُ بالليل والنهار, وبُذلت فيه الجهودُ وانشغلت به الأفكار, لذا أقبل عليه أهل العلم ليشرفوا بشرف القرآن, ومن بين هذه العلوم علم ” عدِّ آي القرآن ” المعروف بـ ( علم الفواصل ) الذي اعتنى به العلماء المتقدمون والمتأخرون .

وقد شرفني الله تعالى بالعمل في ميدان خدمة القرآن الكريم وعلوم القراءات, ووفقني لعملٍ يخدم علم عدِّ آي القرآن في مختلف الروايات, وذلك في بيان اختلاف علماء العدد منفردين ومجتمعين, على طريقة يسهل حفظها واستعابها, وذلك بذكر سور القرآن الكريم وعدد آيات كل سورة المتفق عليها والمختلف فيها عند علماء العدد, مع ذكر الأدلة عليها من متن ناظمة الزهر للإمام الشاطبي, ومتن الفرائد الحسان للشيخ عبد الفتاح القاضي, وذلك تيسيراً على طلبة علم القراءات في جميع الأقطار والأمصار.

أسأل الله تعالى أن ينفع به طلاب العلم, وأن يكتب له القبول, وأن يرزقني الإخلاص في القول والعمل .

([1]) [ مهج ] المهجة: الدم. وحكى عن أعرابي أنه قال: دفنت مهجته، أي دمه. ويقال: المهجة دم القلب خاصة. ويقال: خرجت مهجته، إذا خرجت روحه. الصحاح للجوهري (2/ 365)