لا تحفظ القرآن بدون مراجعة فإنك لو حفظت القرآن وجهاً وجهاً حتى تختم القرآن وأردت الرجوع إلى ما حفظته وجدت نفسك قد نسيت أول ما حفظته.
والطريقة المثلى أن تجمع بين الحفظ والمراجعة فقسم القرآن عندك ثلاثة أقسام كل عشرة أجزاء قسم فإذا حفظت في اليوم وجها فراجع أربعة أوجه حتى تحفظ عشرة أجزاء.
فإذا حفظت عشرة أجزاء توقف شهراً كاملاً للمراجعة كل يوم تراجع ثمانية أوجه وبعد شهر من المراجعة ابدأ في بقية الحفظ تحفظ وجه أو وجهين حسب القدرة وتراجع ثمانية أوجه حتى تحفظ عشرين جزءاً.
فإذا حفظت عشرين جزءاً توقف عن الحفظ مدة شهرين لمراجعة العشرين جزءاً كل يوم تراجع ثمانية أوجه فإذا مضى شهران على المراجعة ابدأ في الحفظ كل يوم وجها أو وجهين حسب القدرة وتراجع ثمانية أوجه حتى تنتهي من حفظ القرآن كاملاً.
فإذا انتهيت من حفظ القرآن راجع العشرة الأجزاء الأولى بمفردها مدة شهر كل يوم نصف جزء ثم تنتقل إلى العشرة الثانية مدة شهر كل يوم نصف جزء وتقرأ من العشرة الأجزاء الأولى ثمانية أوجه ثم تنتقل إلى مراجعة العشرة الأخيرة من القرآن مدة شهر كل يوم نصف جزء مع ثمانية أوجه من العشرة الأجزاء الأولى وثمانية أوجه من العشرة الثانية
إذا انتهيت من هذه المراجعة ابدأ بمراجعة القرآن كاملاً في كل يوم جزءان وتكررهما ثلاث مرات كل يوم فإنك بهذا تختم القرآن كاملاً بالمراجعة في كل أسبوعين مرة بهذه الطريقة وبتوفيق الله تعالى وعونه تكون خلال سنة قد حفظت القرآن كاملاً بإتقان فسر عليها سنة كاملة, ثم بعد سنة من إتقان القرآن ومراجعته ليكن حزبك اليومي من القرآن حتى مماتك هو حزب سلفنا الصالح.
( المحافظة على القراءة بالليل ) ينبغي أن يكون اعتناؤه بقراءة القرآن في الليل أكثر قال الله تعالى ( لَيْسُوا سَوَاءً ۗ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّـهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ ﴿١١٣﴾ يُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَـٰئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ ﴿١١٤﴾ ) [آل عمران: ١١٣ – ١١٤] .
وثبت في الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال [ نِعْمَ الرَّجُلُ عَبْدُ اللهِ لَوْ كَانَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ ] وفي الحديث الآخر من الصحيح أنه صلى الله عليه وسلم قال [ يَا عَبْدَ اللهِ لَا تَكُنْ مِثْلَ فُلَانٍ كَانَ يَقُومُ اللَّيْلَ ثُمَّ تَرَكَهُ ] وروى الطبراني وغيره عن سهل بن سعد رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : [ شَرَفُ المؤْمِنِ قِيَامُ اللَّيْلِ ] والأحاديث والآثار في هذا كثيرة.
واعلم أن فضيلة القيام بالليل والقراءة فيه تحصل بالقليل والكثير, وكلما كثر كان أفضل, إلا أن يستوعب الليل كله, فإنه يكره الدوام عليه وإلا أن يضر بنفسه, ومما يدل على حصوله بالقليل حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [ من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين ومن قام بمائة آية كتب من القانتين ومن قام بألف آية كتب من المقسطين ] رواه أبو داود وغيره وحكى الثعلبي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال من صلى بالليل ركعتين فقد بات لله ساجداً وقائماً ([1])
[1] ـ التبيان في آداب حملة القرآن ج1 ص28