باب الحذف في كلمات تحمل عليها أشباهها

يذكر في هذا الباب الحذف في كلمات فيحمل عليها ما كان من جنسها في جميع القرآن .

 

129 وهاكَ فى كلماتٍ حذفُ كُلِّهِمِ

  واحمِلْ على الشَّكلِ كُلَّ البابِ مُعْتَبِرَا

 

أي وخذ قاعدة الحذف في الكلمات الآتية عن جميع رواة الرسوم باتفاق المصاحف , فكل كلمة ينص على حذف فيها فاحمل حكمها على نظيرها فيه حيثما جاءت وكيفما تصرفت وإن عريت من قيد العموم , وقوله معتبرا : أي قياساً .

 

130 لكنْ أُولئِكَ واللاَّئِى وذلك هَا

  يَا والسَّلامَ معَ اللاَّتى فَرُدْ غُدُرَا

 

أي اتفقت المصاحف على حذف ألف (لَٰكِن)نحو : (لَٰكِن –  وَلَٰكِنَّهُ  – وَلَٰكِنَّهُمْ)  ,  وألف (أُوْلَٰٓئِكَ)نحو (أُوْلَٰٓئِكَ – وَأُوْلَٰٓئِكَ -أُوْلَٰٓئِكُمْ),  وألف (ٱلَّٰٓـِٔى)نحو : (وَٱلَّٰٓـِٔى يَئِسْنَ – ٱلَّٰٓـِٔى وَلَدْنَهُمْ)

وألف (ذَٰلِكَ) نحو : (ذَٰلِكَ ٱلْكِتَٰبُ – ذَٰلِكُمُ ٱللَّهُ), وألف ها المنبهة نحو : (هَٰٓأَنتُمْ), وألف يا المنادى نحو  : (يَٰٓأَيُّهَا – يَٰٓـَٔادَمُ – يَٰنُوحُ), وألف السلام معرفة ومنكرة مطلقاً نحو : (سُبُلَ ٱلسَّلَٰمِ –   سَلَٰمٌ عَلَيْكُم – فَقَالُواْ سَلَٰمًا ۖ قَالَ سَلَٰمٌ)

وألف ( ) نحو : (ٱلنِّسْوَةِ ٱلَّٰتِى قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ ۚ- وَٱلَّٰتِى يَأْتِينَ ٱلْفَٰحِشَةَ)  , قوله فرُد غدرا : عبر بذلك عن العلم , والغدر : جمع غدير الماء .

 

131 مساجدٌ وإلهٌ معْ ملائكـــةٍ

  واذكرْ تباركَ والرحمنَ مُغْتَفَرا

 

أي واتفقت المصاحف على حذف ألف (مساجد) حيث ورد وكيف جاء متفق على جمعه أو مختلف فيه نحو :

(مَسَٰجِدَ ٱللَّهِ – وَأَنَّ ٱلْمَسَٰجِدَ لِلَّه – (مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَن يَعْمُرُواْ مَسَٰجِدَ ٱللَّهِ)

وألف لام (إِلَٰهٌ) كيف تصرف نحو  : (وَإِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَٰحِدٌ ۖ لَّآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ), وألف (مَلَٰٓئِكَةٌ) كيف جاء نحو : (مَلَٰٓئِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ -ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى ٱلْمَلَٰٓئِكَةِ),  وألف (تبارك) حيث أتى نحو: (تَبَٰرَكَ ٱسْمُ رَبِّكَ ذِى ٱلْجَلَٰلِ وَٱلْإِكْرَامِ – ٱلَّذِى بَٰرَكْنَا حَوْلَهُۥ – فِى ٱلْبُقْعَةِ ٱلْمُبَٰرَكَةِ)

 

وألف (ٱلرَّحْمَٰنِ) نحو : (ٱلرَّحْمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ –  قُلِ ٱدْعُواْ ٱللَّهَ أَوِ ٱدْعُواْ ٱلرَّحْمَٰنَ ۖ), قوله مغتفرا : يقال غفرت ذنبه واغتفرته بمعنى واحد .

 

132 ولا خلالَ مساكينَ الضَّلالُ حَلا

  لُ والكلالةِ والخلاَّقُ لا كَدَرَا

 

أي واتفقت المصاحف على حذف ألف (خلال) نحو :

( لَّا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خِلَٰلٌ –  يَخْرُجُ مِنْ خِلَٰلِهِۦ – وَلَأَوْضَعُواْ خِلَٰلَكُمْ )  , وألف (مساكين) كيف جاء نحو : (إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَٰكِينَ – وَٱلْمَسَٰكِينِ وَٱبْنِ ٱلسَّبِيلِ ۗ)

وألف (الضلال) نحو: (بَعْدَ ٱلْحَقِّ إِلَّا ٱلضَّلَٰلُ ۖ – حَقَّ عَلَيْهِمُ ٱلضَّلَٰلَةُ ۗ), وألف (حلال) نحو : (هَٰذَا حَلَٰلٌ وَهَٰذَا حَرَامٌ  – فَكُلُواْ مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلَٰلًا طَيِّبًا ۚ), وألف (الكلالة) نحو : (يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ ٱللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِى ٱلْكَلَٰلَةِ ۚ) .

 

وألف (الخلاق) نحو : (إِنَّ رَبَّكَ هُوَ ٱلْخَلَّٰقُ ٱلْعَلِيمُ)قوله ولا كدرا : أي لا تكدر في الحذف .

 

133 سُلالةٍ وغُلامِ والظِّــلالُ وفى

  ما بينَ لامينِ هذا الحذفُ قد عُمِرَا

 

أي واتفقت المصاحف على حذف ألف ( سلالة) نحو : (سُلَٰلَةٍۢ مِّن طِينٍۢ), وألف (غلام) حيث وقع نحو : (هَٰذَا غُلَٰمٌ ۚ – غُلَٰمًا زَكِيًّا – فَكَانَ لِغُلَٰمَيْنِ),

وألف (الظلال) نحو  : (هُمْ وَأَزْوَٰجُهُمْ فِى ظِلَٰلٍ – يَتَفَيَّؤُاْ ظِلَٰلُهُۥ), واطرد حذف الألف الواقعة بين لامين متصلتين نحو (ذِى ٱلْجَلَٰلِ وَٱلْإِكْرَامِ – إِنَّا جَعَلْنَا فِىٓ أَعْنَٰقِهِمْ أَغْلَٰلًا –  إِذِ ٱلْأَغْلَٰلُ فِىٓ أَعْنَٰقِهِمْ), وقوله عمرا : أي عمر حذف الألف باطراده .

 

134 وفى المثنَّى إذا ما لم يكُن طَرَفاً
ج
  كساحرانِ أضلاَّنا فطِبْ صَدَرَا

 

أي واتفقت المصاحف على حذف الألف الدالة على ضمير التثنية إذا كان في وسط الكلمة , فإن تطرفت ثبتت نحو : (قَالَ رَجُلَانِ – إِذْ هَمَّت طَّآئِفَتَانِ – يَوْمَ ٱلْتَقَى ٱلْجَمْعَانِ – هَٰذَانِ خَصْمَانِ – مُدْهَآمَّتَانِ – حَيْثُ شِئْتُمَا –  بَشَرًا رَّسُولًا)

وقوله فطب صدرا : أي رجوعاً , أي ارجع طيباً بعلم طاب به صدرك .

 

135 وبعد نونِ ضميرِ الفاعِلَيْنَ كآ
ج
  تَيْنَا وزِدْنَا وعلَّمْنَا حَلاً خَضِرَا

 

أي واتفقت المصاحف على حذف ألف الضمير المرفوع المتصل للمتكلم المعظم نفسه , أو لمن معه إذا اتصل به ضمير المفعول مطلقاً نحو : (وَٱلْأَرْضَ فَرَشْنَٰهَا – مَّتَّعْنَٰهُمْ سِنِينَ – جَعَلْنَٰكُمْ أُمَّةً – زِدْنَٰهُمْ سَعِيرًا – وَمَا عَلَّمْنَٰهُ ٱلشِّعْرَ)

وأما نحو : (وَءَاتَيْنَا مُوسَى – أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا – وَرَفَعْنَا فَوْقَهُمُ  – وَقُلْنَا لَهُمُ) فرسم بإثبات الألف على الشرط المذكور في البيت السابق في التثنية من وقوعه متطرفاً , كأنه قال : وفي المثنى إذا ما لم يكن طرفا وبعد نون ضمير الفاعلين كذلك .

 

قوله حلا خضرا , من حلا الشيئ يحلو : أي حسن حذف الألف من الضمير وعبر بخضرته عن طراوته وكونه لم يزل متداولاً طرياً .

 

136 وعالماً وبلاغٌ والسَّلاسلَ والشْـ
ج
  شَيْطانُ إيلافِ سُلطانٌ لِمَنْ نَظَرا

 

أي واتفقت المصاحف على حذف ألف (عالم) نحو: (عَٰلِمُ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَٰدَةِ – إِلَىٰ عَٰلِمِ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَٰدَةِ – عَٰلِمُ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَٰدَةِ)  , وألف (بلاغ) نحو : (هَٰذَا بَلَٰغٌ لِّلنَّاسِ – ٱلْبَلَٰغُ ٱلْمُبِينُ)

 

وألف (والسلاسل) نحو : (وَٱلسَّلَٰسِلُ يُسْحَبُونَ – لِلْكَٰفِرِينَ سَلَٰسِلَاْ), وألف (الشيطان) نحو : (فَأَزَلَّهُمَا ٱلشَّيْطَٰنُ –  كُلَّ شَيْطَٰنٍۢ مَّرِيدٍۢ – إِلَّا شَيْطَٰنًا مَّرِيدًا)

وألف (إيلاف) نحو : (لِإِيلَٰفِ قُرَيْشٍ –  إِۦلَٰفِهِمْ) , وألف (سلطان) نحو : (إِنْ عِندَكُم مِّن سُلْطَٰنٍ بِهَٰذَآ ۚ  – سُلْطَٰنًا مُّبِينًا), وقوله لمن نظرا : أي لمن اعتبر الحذف .

 

137 واللاَّعِنونَ مع اللاَّتِ القيامةِ أصْـ

  حابُ خلائفَ أنهارٌ صفَتْ نُهُرَا

 

أي واتفقت المصاحف على حذف ألف (اللاعنون) كيف جاء نحو : (وَيَلْعَنُهُمُ ٱللَّٰعِنُونَ), وحذف ألف (اللات) وهي : (أَفَرَءَيْتُمُ ٱللَّٰتَ وَٱلْعُزَّىٰ), وألف (القيامة) حيث ورد نحو : (وَيَوْمَ ٱلْقِيَٰمَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا – لَآ أُقْسِمُ بِيَوْمِ ٱلْقِيَٰمَةِ)

 

وألف (أصحاب) حيث جاء نحو: (قُتِلَ أَصْحَٰبُ ٱلْأُخْدُودِ – هُمْ أَصْحَٰبُ ٱلْمَشْـَٔمَةِ – فَأَصْحَٰبُ ٱلْمَيْمَنَةِ مَآ أَصْحَٰبُ ٱلْمَيْمَنَةِ) ,

وألف (خلائف) نحو  : (خَلَٰٓئِفَ فِى ٱلْأَرْضِ – جَعَلْنَٰكُمْ خَلَٰٓئِفَ), وألف (أنهار) حيث أتى نحو : (جَنَّٰتٍۢ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا ٱلْأَنْهَٰرُ – وَجَعَلْنَا ٱلْأَنْهَٰرَ تَجْرِى مِن تَحْتِهِمْ – فِيهَآ أَنْهَٰرٌ مِّن مَّآءٍ غَيْرِ ءَاسِنٍۢ)

 

وقوله صفت نهرا : أي صفت نوراً وضوءاً , يقصد هذا الخلاف مشهور ومعروف ونُهُرَا  , بضمتين جمع نهار .

 

138 أُولى يَتامَى نَصارى فاحذِفُوا وتعا

  لَى كُلُّها وبغيرِ الجِنِّ الآنَ جَرى

 

أي واتفقت المصاحف على حذف الألف الأولى من كلمة (يتامى) نحو :  (فِى يَتَٰمَى ٱلنِّسَآءِ  – وَيَسْـَٔلُونَكَ عَنِ ٱلْيَتَٰمَىٰ ۖ), وألف (نصارى) نحو : (هُودًا أَوْ نَصَٰرَىٰ – وَقَالَتِ ٱلنَّصَٰرَى)

وألف (تعالى) نحو : (تَعَٰلَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ – تَعَٰلَىٰ جَدُّ رَبِّنَا), وألف (آلآن) نحو : (ءَآلْـَٰٔنَ وَقَدْ كُنتُم بِهِۦ تَسْتَعْجِلُونَ – قَالُواْ ٱلْـَٰٔنَ جِئْتَ بِٱلْحَقِّ ۚ – ٱلْـَٰٔنَ خَفَّفَ ٱللَّهُ عَنكُمْ –  ٱلْـَٰٔنَ حَصْحَصَ ٱلْحَقُّ  )

 

قوله كُلُّها وبغير الجن لان جرى : أي جرى الحذف في كل ألف (آلآن) غير موضع سورة الجن فإنه بإثبات الألف وهو : (فَمَن يَسْتَمِعِ ٱلْءَانَ يَجِدْ لَهُۥ شِهَابًا رَّصَدًا)[الجن : 9].

 

139 حتَّى يُلاقوا مُلاقُوهُ مباركاً احْـ

  فَظْهُ مُلاقيهِ بارَكْنا وكُنْ حَذِرَا

 

أي واتفقت المصاحف أيضاً على ألف (يلاقوا) واسم فاعله حيث ورد نحو: (حَتَّىٰ يُلَٰقُواْ يَوْمَهُمُ  – أَنَّهُم مُّلَٰقُواْ رَبِّهِمْ – أَنَّهُم مُّلَٰقُواْ ٱللَّهِ  – كَدْحًا فَمُلَٰقِيهِ), وألف (مباركا) نحو: (مَآءً مُّبَٰرَكًا –  ٱلَّتِى بَٰرَكْنَا فِيهَا  –  ٱلَّذِى بَٰرَكْنَا حَوْلَهُ) .

 

قوله وكن حذرا : نبه الناظم على أن الحذف إنما هو في لفظ (بارك) المتصل بالضمير كما تقدم , فإن انفصل عنه الضمير ثبتت فيه الألف نحو: (وَبَٰرَكَ فِيهَا), فإنها تكتب بالألف باتفاق .

 

140 وكُلُّ ذِى عددٍ نحوُ الثَّلاثِ ثَلا

  ثَةٍ ثلاثينَ فادْرِ الكُلَّ مُعْتَبِرَا

 

أي واتفقت المصاحف على الألف من أسماء العدد كيف تصرفت نحو : (َلَٰثَ مِاْئَةٍۢ سِنِينَ –  ثَلَٰثَ لَيَالٍۢ سَوِيًّا –  مَثْنَىٰ وَثُلَٰثَ وَرُبَٰعَ ۖ  –  ثَمَٰنِيَةَ أَزْوَٰجٍۢ ۖ  –  ثَلَٰثِينَ لَيْلَةً –  ثَمَٰنِينَ جَلْدَةً)

قوله فادر الكل معتبرا : أي اعلم أن الحذف في كل العدد بدءً من الثلاثة , وقس ما ذكرناه على ما لم نذكره .

 

141 واحفظْ فى الانفالِ فى الميعادِ مُتَّبِعًا
ج
  تُرابَ رَعْدٍ ونَمْلٍ والنَّبأْ عَطِرَا

 

قال الجعبري : أي واتفقت المصاحف على حذف ألف (الميعاد) من قوله تعالى : (وَلَوْ تَوَاعَدتُّمْ لَٱخْتَلَفْتُمْ فِى ٱلْمِيعَٰدِ ۙ)[الأنفال: ٤٢]. وعلى إثبات غيرها نحو : (إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ ٱلْمِيعَادَ)[آل عمران: ١٩٤]. (إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُخْلِفُ ٱلْمِيعَادَ)[الرعد: ٣١ ].

 

واتفقت المصاحف أيضاً على حذف ألف (تراب) من قوله تعالى : (أَءِذَا كُنَّا تُرَٰبًا أَءِنَّا لَفِى خَلْقٍۢ جَدِيدٍ ۗ)[الرعد: ٥]. وقوله : (أَءِذَا كُنَّا تُرَٰبًا وَءَابَآؤُنَآ)[النمل: ٦٧]. وقوله : (وَيَقُولُ ٱلْكَافِرُ يَٰلَيْتَنِى كُنتُ تُرَٰبًۢا)[النبأ: ٤٠].

 

وعلى إثبات ألف ما عداها نحو : (وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَٰمًا)[المؤمنون: ٨٢]. (خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍۢ)[الروم: ٢٠]. (أَمْ يَدُسُّهُۥ فِى ٱلتُّرَابِ ۗ)[النحل: ٥٩]. وعطرا : منصوب على الحال , أي : متبعاً تراب هذه المواضع عطرا .

 

142 وأيُّهَ المؤمنونَ أيُّهَ الثَّقـــلانِ أيُّـ

  ـهَ الساحــرُ  احضُرْ كالنَّدَى سَحَرَا

 

أي واتفقت المصاحف على حذف ألف (أيها) من قوله تعالى : (وَتُوبُوٓاْ إِلَى ٱللَّهِ جَمِيعًا)[النور: ٣١]. وقوله : (وَقَالُواْ يَٰٓأَيُّهَ ٱلسَّاحِرُ)[الزخرف: ٤٩].

 

وقوله : (سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ ٱلثَّقَلَانِ)[الرحمن: ٣١]. وعلى إثبات ما عداها نحو: (َٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ  – يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ – يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّمْلُ) .

 

وقوله احضر كالندى سحرا : أي اشهد وقت السَحَر وادع للمسلمين والمسلمات , فتكون كالندى الذي به حياة النبات .

 

143 كِتابٌ الاَّ الَّذى فى الرَّعدِ معْ أجلٍ

  والحِجْرِ والكهْفِ فى ثانِيْهِما غَبَرَا

 

144 والنَّملُ الأُولَى وقُل آياتُنا ومعاً

  بيونُسَ الأَوَّلَيْنِ اسْتَثْنِ مُؤْتَمِرَا

 

أي واتفقت المصاحف على حذف ألف (كتاب) حيث ورد نحو: (ذَٰلِكَ ٱلْكِتَٰبُ – جَآءَهُمْ كِتَٰبٌ مِّنْ عِندِ ٱللَّهِ – فَأْتُواْ بِكِتَٰبِكُمْ –  هَٰذَا كِتَٰبُنَا)  إلا في أربع سور , في قوله تعالى 🙁 لِكُلِّ أَجَلٍۢ كِتَابٌ)[الرعد: ٣٨]. وقوله : (وَلَهَا كِتَابٌ مَّعْلُومٌ)[الحجر: ٤].

 

وقوله : (وَٱتْلُ مَآ أُوحِىَ إِلَيْكَ مِن كِتَابِ رَبِّكَ ۖ)[الكهف: ٢٧]. وقوله : (تِلْكَ ءَايَٰتُ ٱلْقُرْءَانِ وَكِتَابٍۢ مُّبِينٍ)[النمل: ١]. وقيد موضع الكهف الثاني , والنمل الأول .

 

واتفقت على حذف ألف (آيات) التي بين الياء والتاء كيف أتت نحو : (تِلْكَ ءَايَٰتُ ٱللَّهِ – قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ ٱلْءَايَٰتِ – لَءَايَٰتٍۢ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ –  لِنُرِيَهُۥ مِنْ ءَايَٰتِنَآ ۚ)

إلا الموضعين الأولين من سورة يونس وهما قوله : (وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ ءَايَاتُنَا بَيِّنَٰتٍۢ ۙ)[يونس: ١٥]. وقوله : (إِذَا لَهُم مَّكْرٌ فِىٓ ءَايَاتِنَا ۚ)[يونس: ٢١].

 

وقوله غبرا : أي بقي الألف في هذه المواضع الأربع , وقوله مؤتمرا : أي ممتثلاً ما أمرت به .

 

145 فى يُوسُفٍ خُصَّ قُرآناً وزُخْرُفِهِ

  أُولاهُما وبِإِثْباتِ العراقِ يُرَى

 

أي رسم قوله تعالى : (إِنَّآ أَنزَلْنَٰهُ قُرْءَٰنًا عَرَبِيًّا)[يوسف: ٢]. وقوله : (إِنَّا جَعَلْنَٰهُ قُرْءَٰنًا عَرَبِيًّا)[الزخرف: ٣]. بلا ألف قبل النون في المصاحف العثمانية , وقيل : إن الألف ثابتة فيهما في المصاحف العراقية , وثبتت الألف في غيرهما في كل المصاحف نحو : (وَقُرْءَانَ ٱلْفَجْرِ ۖ إِنَّ قُرْءَانَ ٱلْفَجْرِ – أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ ٱلْقُرْءَانَ – إِنَّ هَٰذَا ٱلْقُرْءَانَ –  قُرْءَٰنًا عَرَبِيًّا)

 

قوله خص قرآنا وزخرفه : أي خصه بالحذف في هذين الموضعين , وقوله أولاهما : أي الموضع الأول من السورتين , واحترز به عن الموضع الثاني منهما وهو قوله : ﭽ ﯖ ﯗ  ﯘ  ﯙ  ﯚ  ﭼ [يوسف: ٣]. وقوله(وَقَالُواْ لَوْلَا نُزِّلَ هَٰذَا ٱلْقُرْءَانُ)[الزخرف: ٣١ ].

 

146 وساحرٌ غيرُ أَخْرَى الذَّارياتِ بَدَا

  والكُلُّ ذُو ألِفٍ عن نافعٍ سُطِرَا
ج

 

قال نصير : اتفقت المصاحف على حذف ألف (ساحر) في كل القرآن إلا في قوله تعالى : (إِلَّا قَالُواْ سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ)[الذاريات: ٥٢]. فإنها ثابتة .

 

وقال نافع : الكل بالألف , واتفقت الرسوم على إثبات ألف (ساحر) موضع الذاريات , واختلفت في غيره نحو 🙁 إِنَّمَا صَنَعُواْ كَيْدُ سَٰحِرٍۢ ۖ وَلَا يُفْلِحُ ٱلسَّاحِرُ  – وَقَالُواْ يَٰٓأَيُّهَ ٱلسَّاحِرُ – هَٰذَا سَٰحِرٌ كَذَّابٌِ).

وقوله بدا : أي ظهر رسمه بالألف للكل لاتفاقهما , ويظهر لنا من الروايتين , اتفاقهما على إثبات موضع الذاريات , واختلافهما في غيره , فإثباتها لنافع عن المصحف المدني , وحذفها لنصير عن غيره .

 

147 والأعجمىُّ ذو الاستِعْمالِ خُصَّ وقُلْ

  طالوتَ جالوتَ بالإثْبَاتِ مُغْتَفِرَا

148 يأجوجَ مأجوجَ فى هاروتَ تثْبُتُ معْ

  ماروتَ قارونَ معْ هامانَ مُشْتَهَرا

149 داودَ مُثْبَتٌ اذْ واوٌ بهِ حذَفُوا
ج
  والحذفُ قلَّ بإسرائيلَ مُخْتَبرَا

 

أي اتفقت المصاحف على حذف الألف المتوسطة من الاسم الأعجمي العلم الدائر في القرآن الزائد على ثلاثة أحرف حيث ورد نحو : (إِبْرَٰهِيمَ – إِسْمَٰعِيلَ –  إِسْحَٰقَ – عِمْرَٰنَ –  هَٰرُونَ – لُقْمَٰنُ – وَمِيكَىٰلَ – سُلَيْمَٰنَ).

 

واتفقت على إثبات ألف (طَالُوتَ مَلِكًا ۚ)[البقرة: ٢٤٧]. (فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ)[البقرة: ٢٤٩]. (بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِۦ ۚ)[البقرة: ٢٤٩].

(وَقَتَلَ دَاوُۥدُ جَالُوتَ)[البقرة: ٢٥١]. (وَلَمَّا بَرَزُواْ لِجَالُوتَ)[البقرة: ٢٥٠]. وألف (إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِى ٱلْأَرْضِ)[الكهف: ٩٤].( حَتَّىٰٓ إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ)[الأنبياء: ٩٦].

وألف داود حيث أتى نحو : (وَءَاتَيْنَا دَاوُۥدَ زَبُورًا)[النساء: ١٦٣]. (عَلَىٰ لِسَانِ دَاوُۥدَ)[المائدة: ٧٨]. (وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُۥدَ ٱلْجِبَالَ) [الأنبياء: ٧٩]. واختلف في ألف (هَٰرُوتَ – مَٰرُوتَ – قَٰرُونَ – هَٰمَٰنَ ۖ –  إِسْرَٰٓءِيلَ)

 

فثبتت في أكثر المصاحف , وحذفت في أقلها .

وقوله مغتفرا : يقال غفرت ذنبه واغتفرته بمعنى واحد , وقوله مشتهرا : يعني إثبات الألف لأن الأكثر على الإثبات , وقوله مختبرا : يعني حذف الألف من لفظ (إسرائيل) قليل في حال كون العلماء اختبروه فوجدوه قليلاً .

 

150 وكُلُّ جمعٍ كثيرِ الدَّوْرِ كالْكَلِمَا

  تِ البَيِّنَاتِ ونحْوُ الصَّالحينَ ذُرَا

151 سِوَى الـمُشَدَّدِ والمهْموزِ فاختلفا

  عندَ العراقِ وفى التأنيثِ قدْ كَثُرَا

152 وما به أَلْفانِ عنهُمُ حُذِفَا

  كالصَّالحاتِ وعنْ جُلِّ الرُّسومِ سَرَى

 

أي واتفقت المصاحف على حذف الألف من كل جمع سالم مذكر كان أو مؤنث كثر دوره في القرآن نحو : (ٱلصَّٰلِحِينَ – ٱلصَّٰبِرِينَ – ٱلْقَٰنِتِينَ – قَٰعِدُونَ – ٱلْكَٰفِرُونَ – ٱلْمُسْلِمَٰتِ – ثَيِّبَٰتٍۢ  – ٱلْمُؤْمِنَٰتِ – ٱلْمُتَصَدِّقَٰتِ – كَلِمَٰتٍۢ  – بَيِّنَٰتٍۢ)

قوله سوى المشدد والمهموز : يعني أن الألف فيه ثابتة في المصاحف الحجازية والشامية نحو : (ٱلضَّآلِّينَ – حَآفِّينَ  –  ٱلْعَآدِّينَ – خَآئِفِينَ – قَآئِمُونَ –  لِّلسَّآئِلِينَ)    , وإنما ثبتت الألف فيه خاصة , لأن المد فيه قد وجب , فوجب ثبوت حرفه .

 

قوله فاختلفا عند العراق وفي التأنيث قد كثرا : أي اختلفت المصاحف العراقية في رسم ألف الجمع مطلقاً , فأكثرها على إثبات المذكر وعلى حذف المؤنث , وأقلها على عكسه .

واتفقت أكثر المصاحف العراقية وغيرها على حذف ألفي فاعل والجمع الصحيح المؤنث بشرطه حتى المشدد والمهموز , وأقلها على حذف الأولى وإثبات الثانية .

قوله وما به ألفان عنهم حذفا : يعني من المؤنث , أي واتفقت كل المصاحف على حذف ألف فاعل المشفعّة بألف الجمع نحو (ٱلصَّٰلِحَٰتِ – ٱلْقَٰنِتَٰتِ – ٱلصَّٰدِقَٰتِ  – ٱلصَّٰبِرَٰتِ – ٱلْخَٰشِعَٰتِ – ٱلصَّٰٓئِمَٰتِ – ٱلْحَٰفِظَٰتِ  – ٱلذَّٰكِرَٰتِ – قَٰنِتَٰتٍ –  تَٰٓئِبَٰتٍ –  عَٰبِدَٰتٍۢ – سَٰٓئِحَٰتٍۢ – ثَيِّبَٰتٍۢ – وَٱلصَّٰٓفَّٰتِ).

قوله ذرا : جمع , يقال ذرته الرياح : أي فرقته , وقوله وعن جل الرسوم سرى : أي عن أكثر الرسوم انتشر حذفها .

 

153 واكتُبْ تَرَاء وَجاءنا بواحدةٍ

  تَبَوَّآ مَلْجَأً ماءَ معَ النُّظَرَا

 

أي واتفقت المصاحف على رسم قوله تعالى : (فَلَمَّا تَرَٰٓءَا ٱلْجَمْعَانِ)

[الشعراء: ٦١]. بألف واحدة بعد الهمزة, وعلى رسم قوله: (حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءَنَا)[الزخرف: ٣٨]. بألف واحدة بعد الجيم, واتفقت المصاحف على رسم كل كلمة لامها همزة مفتوحة بعد فتحة أو ألف قبل ألف الاثنين أو التنوين بألف واحدة نحو: (أَن تَبَوَّءَا لِقَوْمِكُمَا)[يونس: ٨٧]. (إِلَّا خَطَـًٔا ۚ)[النساء: ٩٢]. (لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَـًٔا)[التوبة: ٥٧]. (وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَـًٔا)[يوسف: ٣١]. (وَأَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ)[البقرة: ٢٢]. (لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَآءً وَنِدَآءً ۚ)[البقرة: ١٧١].

(فَأَمَّا ٱلزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَآءً ۖ) [الرعد: ١٧].( فَجَعَلْنَٰهُمْ غُثَآءً ۚ)[المؤمنون: ٤١]. وقوله مع النظرا: أي مع أمثالها.

 

154 نآى رَءا ومعَ أُولَى النَّجمِ ثالِثُهُ

  بالياءِ معْ ألِفِ السُّوآى كَذا سُطِرَا

 

أي واتفقت المصاحف على رسم قوله تعالى: (أَعْرَضَ وَنَـَٔا بِجَانِبِهِۦ)[الإسراء: ٨٣]., و[فصلت: ٥١]., بألف واحدة بعد النون, وعلى رسم (رأى) الماضي الثلاثي الذي اتصل بمضمر أو ظاهر متحرك أو ساكن حيث وقع بألف بعد الراء نحو: (وَلَقَدْ رَءَاهُ نَزْلَةً أُخْرَىٰ)[النجم: ١٣ ]. (وَلَقَدْ رَءَاهُ بِٱلْأُفُقِ ٱلْمُبِينِ)[التكوير: ٢٣ ].

(فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ ٱلَّيْلُ)[الأنعام: ٧٦ ]. (فَلَمَّا رَءَا ٱلْقَمَرَ)[الأنعام: ٧٧ ]. إلا في موضعين قوله: (مَا كَذَبَ ٱلْفُؤَادُ مَا رَأَىٰٓ) [النجم: ١١ ]. وقوله: (لَقَدْ رَأَىٰ مِنْ ءَايَٰتِ رَبِّهِ ٱلْكُبْرَىٰٓ)[النجم: ١٨ ]. وهو معنى قوله: مع أولى النجم ثالثه , وقوله بالياء مع ألف السوآى: أي الياء بعد الألف في قوله: (ٱلسُّوٓأَىٰٓ أَن كَذَّبُواْ)[الروم: ١٠ ]. وقوله كذا سطرا: أي كذلك رسم وكتب.

 

155 وكلُّ ما زادَ أُولاهُ على ألِفٍ

  بواحدٍ فاعتَمِدْ مِنْ بَرْقِهِ المَطَرا

156 الآنَ أتى ءامنتُمْ ءأنْتَ وزِدْ

  قلْ أتَّخَذْتُمْ ورُدْ مِنْ رَوْضِها خَضِرَا

 

أي كل كلمة في أولها ألفان أو ثلاثة اتفقت المصاحف على رسمها بألف واحدة وضابطه: أن كل كلمة أولها همزة قطع للاستفهام أو غيره تليها همزة قطع أو وصل على أي حركة كانت محققة أو مسهلة أو على ألف وإن شفعت بأخرى نحو: (ءَآلْـَٰٔنَ  – ءَآللَّهُ – ءَادَمُ – ءَاتِى – ءَازَرَ – ءَأَلِدُ – أَءِذا – ءَأَنتَ – ءَامَنتُم – أَءُنزِِلَ –  أَءُلْقِىَ – ٱتَّخَذْتُمُ – ٱصْطَفَىٰٓ – ءَأَٰلِهَتُنَا)

وقوله فاعتمد من برقه المطرا: يريد أن ما ذكرته أصل مطرد يدل على نظائره كدلالة البرق على المطر, وقوله ورد من روضها خضرا: أي اطلب, من قولهم راد العشب: إذا طلبه, أي اطلب معرفة هذه الأشياء.

 

157 لأملأنَّ اشمأزَّتْ وامْتَلأْتِ لدَى

  جُلِّ العراقِ اطْمأنُّوا لم تنَلْ صُوَرَا

 

أي رسم لفظ (لَأَمْلَأَنَّ) حيث ورد نحو قوله تعالى: (لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمْ أَجْمَعِينَ)[الأعراف: ١٨ ]. وقوله:( لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ ٱلْجِنَّةِ وَٱلنَّاسِ أَجْمَعِينَ)[هود:   ١١٩]. وقوله: (لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ)[ص: ٨٥ ].

ولفظ ( ٱشْمَأَزَّتْ )من قوله : (وَإِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ وَحْدَهُ ٱشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ ٱلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِٱلْأَخِرَةِ ۖ)[الزمر: ٤٥]. ولفظ (ٱمْتَلَأْتِ) من قوله  : (يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ ٱمْتَلَأْتِ) [ق: ٣٠ ].

ولفظ (وَٱطْمَأَنُّواْ) من قوله: (وَرَضُواْ بِٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا وَٱطْمَأَنُّواْ بِهَا) [يونس: ٧]. رسمت همزتها الثانية ألفاً في المصحف الحجازي والشامي وفي القليل من المصاحف العراقية, ولم ترسم لها  صورة في أكثرها.

قال أبو عمرو الداني: رأيت مصاحف أكثر العراق قد اتفقت على حذف الألف من ذلك, وهذا معنى قوله: لم تنل صورا لدى جل العراق.

 

158 للدارُ وأْتُوا وفَأْتُوا واسْئَلُوا فَسَلُوا

  فى شَكْلِهِنَّ وبسمِ اللهِ نلْ يُسُرَا

 

أي اتفقت المصاحف على رسم همزة الوصل أن لم يدخل عليها أداة نحو: (ٱلَّذِينَ – ٱلْأَرْضِ – ٱلْأَخِرَةِ –  ٱلدُّنْيَا) أو دخلت عليها نحو: (بِٱللَّهِ – ٱلْمُؤْمِنُونَ – تَٱللَّهِ)إلا في خمسة أصول لم ترسم لها صورة وهي:

الأول: همزة لام التعريف وشبهها الداخل عليها لام الجر والابتداء نحو: (وَلَلدَّارُ ٱلْأَخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ ۗ)[الأنعام: ٣٢  ]. (لِلَّذِى فَطَرَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضَ)[الأنعام: ٧٩].

الثاني: همزة الوصل الداخلة على همزة أصلية إذا دخل عليها واو العطف أو فاؤه نحو: (فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّىٰ شِئْتُمْ ۖ) [البقرة: ٢٢٣]. (وَأْتُونِى بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ)[يوسف: ٩٣].

الثالث: الهمزة الداخلة على أمر من السؤال بعدهما نحو: (فَسْـَٔلُوٓاْ أَهْلَ ٱلذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) [النحل: ٤٣]. (وَسْـَٔلِ ٱلْقَرْيَةَ ٱلَّتِى كُنَّا فِيهَا) [يوسف: ٨٢].

 

الرابع: الهمزة الداخلة عليها همزة الاستفهام مماثلة أو مغايرة نحو: (قُلْ ءَآلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ ٱلْأُنثَيَيْنِ)[الأنعام: ١٤٣ ]. و (ءَآللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ)[النمل: ٥٩]. و (أَصْطَفَى ٱلْبَنَاتِ عَلَى ٱلْبَنِينَ)[الصافات: ١٥٣ ].و (أَطَّلَعَ ٱلْغَيْبَ)[مريم: ٧٨ ].

الخامس: همزة اسم المجرور بالباء المضاف إلى الله تعالى نحو: (بِسْمِ ٱللَّهِ مَجْر۪ىٰهَا وَمُرْسَىٰهَآ ۚ)[هود: ٤١ ]. و (وَإِنَّهُۥ بِسْمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحْمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ) [النمل: ٣٠ ]. أما إذا لم يضف إلى لفظ الجلالة فإن ألفه ترسم نحو: (فَسَبِّحْ بِٱسْمِ رَبِّكَ ٱلْعَظِيمِ)[الواقعة: ٧٤ ]. و (ٱقْرَأْ بِٱسْمِ رَبِّكَ ٱلَّذِى خَلَقَ) [العلق: ١ ]. قوله في شكلهن: أي في نظائرهن وأشباههن , وقوله وبسم الله نل يسرا: أي ببركة بسم الله ستنال اليسر والتسهيل.

 

159 وزِدْ بَنُوا ألِفاً فى يُونُسٍ ولَدَى

  فعلِ الْجَميعِ وواوِ الفَرْدِ كيفَ جَرَى

 

أي واتفقت المصاحف على زيادة ألف بعد واو (بنوا) من قوله تعالى: (بَنُو إِسْرَائِيلَ)[يونس: ٩٠]. وعلى زيادة ألف بعد ضمير الجمع المذكر المتصل بالفعل الماضي نحو: (وَأَمَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ ۗ)[آل عمران: ٥٧]. وبالفعل المضارع نحو: (وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍۢ يَعْلَمْهُ ٱللَّهُ ۗ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ ٱلزَّادِ ٱلتَّقْوَىٰ ۚ)[البقرة: ١٩٧]. وبالفعل الأمر نحو: (وَسَارِعُوٓاْ إِلَىٰ مَغْفِرَةٍۢ مِّن رَّبِّكُمْ)[آل عمران: ١٣٣]. و (ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ)[المائدة: ١١ ].

 

وكذلك زيادة ألف بعد واو الفرد نحو: (فَمَن كَانَ يَرْجُواْ لِقَآءَ رَبِّهِۦ)[الكهف: ١١٠ ]. (وَأَدْعُواْ رَبِّى)[مريم: ٤٨ ]. وقوله كيف جرى: أي كيف وقع مرفوعاً أو منصوباً , وصرف يونس للوزن.

 

160 جاؤُ وباؤُ احذِفُوا فاؤُ سَعَوْ بسَبَأَ

  عَتَوْ عُتُواًّ وقُلْ تَبَوَّؤُ أُخَــــرَا

161 أنْ يعفُوَ الحذفُ فيها دونَ سَائِرِهَا

  يعفُو ويبلُوَ معْ لنْ نَدْعُوَ النُّظَرَا

 

أي ولم يرسم في كل المصاحف بعد واو الجمع ألف من لفظ (جاءو ــ باءو ــ فاءو) حيث وقع نحو: (وَجَآءُو بِسِحْرٍ عَظِيمٍۢ)[الأعراف: ١١٦] . (وَجَآءُوٓ أَبَاهُمْ عِشَآءً يَبْكُونَ)[يوسف: ١٦ ]. (وَبَآءُو بِغَضَبٍۢ مِّنَ ٱللَّهِ)[البقرة: ٦١ ]. (فَإِن فَآءُو فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)[البقرة: ٢٢٦].

وألف (سعو) من قوله: (وَٱلَّذِينَ سَعَوْ فِىٓ ءَايَٰتِنَا مُعَٰجِزِينَ)[سبأ: ٥ ]. وألف (عتو) من قوله: (وَعَتَوْ عُتُوًّا كَبِيرًا)[الفرقان: ٢١]. وألف (تبوءو) من قوله: (وَٱلَّذِينَ تَبَوَّءُو ٱلدَّارَ وَٱلْإِيمَٰنَ)[الحشر: ٩].

 

وقوله أن يعفو الحذف دون سائرها : أي وحذف الألف بعد واو الواحد من قوله: (عَسَى ٱللَّهُ أَن يَعْفُوَ عَنْهُمْ ۚ)[النساء: ٩٩]. دون بقية لفظها في غيرها وقيدها بأن, وأمثال غيرها نحو: (أَوْ يَعْفُوَاْ ٱلَّذِى بِيَدِهِۦ عُقْدَةُ ٱلنِّكَاحِ ۚ)[البقرة: ٢٣٧]. (وَنَبْلُوَاْ أَخْبَارَكُمْ)[محمد: ٣١]. (لَن نَّدْعُوَاْ مِن دُونِهِۦٓ إِلَٰهًا ۖ)[الكهف: ١٤].

 

وقول الناظم سعو بسبأ: احترازاً من موضع الحج وهو: (وَٱلَّذِينَ سَعَوْ فِىٓ ءَايَٰتِنَا مُعَٰجِزِينَ)[الحج: ٥١]. فإنه بألف بعد الواو في كل المصاحف.