قال أبو عمرو الداني: ورسم في سائر المصاحف الألف واواً في أربعة أصول مطردة, وثلاثة أحرف متفرقة, فالأربعة المطردة هي: (ٱلصَّلَوَٰةَ – ٱلزَّكَوٰةَ  – ٱلْحَيَوٰةَ – ٱلرِّبَوٰٓاْ) حيث وقعن, وأما الأحرف الثلاثة فهي: (مَثَلُ نُورِهِۦ كَمِشْكَوٰةٍۢ)[النور: ٣٥]. (أَدْعُوكُمْ إِلَى ٱلنَّجَوٰةِ)[غافر: ٤١]. (وَمَنَوٰةَ ٱلثَّالِثَةَ ٱلْأُخْرَىٰٓ)[النجم: ٢٠]. قوله وانجلَى ألفُ الْمُضافِ : أي انكشف وظهر في الرسم.

قال أبو عمرو : فأما قوله: (عَلَىٰ صَلَاتِهِمْ  – فِى صَلَاتِهِمْ) حيث وقع, و (قُلْ إِنَّ صَلَاتِى)[الأنعام: ١٦٢]. (وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ)[الإسراء: ١١٠]. (قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُۥ وَتَسْبِيحَهُۥ)[النور: ٤١]. (حَيَاتُنَا  – فِى حَيَاتِكُمُ  )[الأحقاف: ٢٠]. (لِحَيَاتِى)[الفجر: ٢٤]. فرسم كل بغير واو, فهذا قوله: وانجلى ألف المضاف, لأن جميع  المذكور مضاف مرسوم بألف , وقوله: والحذفِ فى خُلفِ العراقِ يُرَى : يعني في ألف المضاف.

قال أبو عمرو: وربما رسمت الألف في بعض المصاحف وربما لم ترسم, كذا وجدت ذلك في مصاحف أهل العراق.

قوله والعميمِ بها لدى حيوةٍ زكوةٍ واوُ منْ خَبَرَا : يقول: المشهور في مصاحف العراق والعميم إثبات الواو في (حَيَوٰةٍ – زَكَوٰةٍ) إذا كان منكراً.

قال أبو عمرو: وجدت عامتها, يعني مصاحف أهل العراق, الواو ثابتة في قوله تعالى: (زَكَوٰةً)[الكهف: ٨١]. (وَزَكَوٰةً)[مريم: ١٣].( حَيَوٰةٍ)[البقرة 96].( حَيَوٰةٌ)[البقرة: ١٧٩] . (حَيَوٰةً طَيِّبَةً ۖ)[النحل: ٩٧].(وَلَا حَيَوٰةٍ)[الفرقان: ٣].

وقوله واوُ منْ خَبَرَا : المراد به لفظ حَيَوٰةٍ     و زَكَوٰةٍ  بالواو لمن خبر الرسم.

أي أن الألف بعد الواو في : (صَلَوَٰتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ۖ)[البقرة: ١٥٧].   ﭽ ﯫ ﯬ ﭼ [التوبة: ٩٩]. (وَصَلَوَٰتٌ وَمَسَٰجِدُ)[الحج: ٤٠].    (إِنَّ صَلَوٰتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ ۗ)[التوبة: ١٠٣]. (أَصَلَوٰتُكَ تَأْمُرُكَ)[هود: ٨٧]. (وَٱلَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلَوَٰتِهِمْ)[المؤمنون: ٩]. منهم من يثبتها ومنهم من يحذفها, أما الواو فهو مجمع على إثباتها في جميع المصاحف.

قال أبو عمرو: وجدت في جميع المصاحف هذه المواضع الأربعة بالواو, وربما رسمت الألف بعد الواو , وفي بعضها قبلها وربما لم ترسم.