194 | وَوَاوُ يَدْعُو لَدَى سُبْحانَ وَاقْتَرَبَتْ | يمْحُوا بَحاميمَ ندعُو في اقرإِ اختُصِرَا |
أي اتفقت المصاحف على حذف الواو التي هي لام الفعل من أربعة أفعال مرفوعة وهي في قوله تعالى : (وَيَدْعُ ٱلْإِنسَٰنُ) [ الإسراء: ١١]. وقوله: (يَوْمَ يَدْعُ ٱلدَّاعِ)[ القمر: ٦]. وقوله : (وَيَمْحُ ٱللَّهُ ٱلْبَٰطِلَ) [الشورى: ٢٤]. وقوله: (سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ) [العلق: ١٨]. وقيدها بسورها احترازاً من غيرها, وقوله اختصرا: أي بحذف الواو.
195 | وَهُم نسوا اللَه قل والواوُ زيدَ أُولُوا | أُولِى أُولاتِ وفى أُولئِكَ انْتَشَرَا |
أي حذف الواو الذي نقل عن الفراء في قوله تعالى : (نَسُواْ ٱللَّهَ) [التوبة: ٦٧]. و [الحشر: ١٩]. وهْمٌ وغلط , لأن الفراء نفى أن الواو حذفت منه.
قال أبو عمرو: ولا نعلم أن ذلك ذكر في شيء من المصاحف, والذي نقل عن الفراء غلط من الناقل . ا هـ كلامه.
وهذا معنى قوله: ( وهْمٌ نسوا الله ).
قوله والواو زيد أولوا… : أي أن الواو رسمت بعد الهمزة في نحو: (أُوْلُواْ ٱلْأَلْبَٰبِ) (لِّأُوْلِى ٱلْأَلْبَٰبِ )( وَأُوْلَٰتُ ٱلْأَحْمَالِ)( أُوْلَٰٓئِكَ).
قال أبو عمرو: واعلم أنه لا خلاف بين المصاحف في زيادة الواو بعد الألف في
(أُوْلَٰٓئِكَ – أُوْلَٰٓئِكُمْ – لِّأُوْلِى – وَأُوْلَٰتُ)حيث وقعن.
قال العلماء: إنما زيدت في (أولئك), ليفرقوا بينها وبين (إليك وإليكم), وزيدت في (أولي) ليفرقوا بينها وبين (إلى). وقوله انتشرا: أي انتشر رسمهن بزيادة الواو في جميع المصاحف.
196 | والخلفُ في سَاؤُرِيكُمْ قَلَّ وهْوَ لدَى | أُوصَلِّبَنَّكمُ طه معَ الشُّعَرا |
أي أن الخلف قليل في ( سأوريكم ) وهو في موضعين: (سَأُوْرِيكُمْ دَارَ ٱلْفَٰسِقِينَ)[الأعراف: ١٤٥]. (سَأُوْرِيكُمْ ءَايَٰتِى فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ) [الأنبياء: ٣٧ ]. وهذا الخلف أيضاً في ( أوصلبنكم ) وهو في موضعين أيضاً: (وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِى جُذُوعِ ٱلنَّخْلِ) [ طه: ٧١] . (لَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِين)[ الشعراء: ٤٩]. ففي بعضها بإثبات الواو بعد الهمزة, وفي بعضها بغير واو.
واجتمعت المصاحف على حذف الواو في الحرف الذي في الأعراف , وهو قوله:( ثُمَّ لَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ) [الأعراف: ١٢٤].
197 | وحذفُ إحداهما فيما يُزادُ بِهِ | بناءً أو صورةً والجمعُ عمَّ سُرَا |
أي كل لفظ اجتمع فيه واوان وكانت إحداهما زائدة للبناء, أو صورة للهمزة, أو دالة على الجمع, سواء كانت في اسم أو فعل فإن الرسم بواو واحدة. وقوله عم سرا: أي عم اشتهاره.
ثم شرع في تمثيل ما حذفت منه الواو.
198 | داود تُؤويهِ مسؤولاً ووُرِىَ قُلْ | وفى لِيَسُوؤا وَفى الموْؤدةُ ابتُدِرَا |
فـ (دَاوُۥدَ) و (مَسْـُٔولًا) و (وُۥرِىَ) و (ٱلْمَوْءُۥدَةُ) مما فيه إحدى الواوين لو رسمت كانت زائدة للبناء.
وأما (تُـْٔوِيهِ) و (وَتُـْٔوِىٓ) لو رسمت الواو كانت صورة للهمزة.
وأما (لِيَسُۥٓـُٔواْ) على قراءة الياء لو رسمت الواو كانت للجمع.
قال أبو عمرو: الواو الثانية في ذلك كله هي الثابتة. قال: ويجوز أن تكون الثابتة هي الأولى, وذلك عندي أوجه فيما دخلت فيه للبناء, قوله ابتدرا: أي ابتدر إلى رسمه بواو واحدة.
199 | إنِ امرؤٌ والرِّبَوا بِالوَاوِ معْ ألفِ | وليسَ خُلفُ رِبًا في الرُّومِ مُحْتَقَرَا |
أي أن قوله تعالى: (إِنِ ٱمْرُؤٌاْ هَلَكَ) [النساء: ١٧٦]. رسم بواو وألف, وكذلك لفظ (ٱلرِّبَوٰٓاْ) رسم بواو وألف حيث وقع في القرآن.
قوله وليسَ خُلفُ رِبًا في الرُّومِ: أي أن لفظ (رباً) من قوله: (وَمَآ ءَاتَيْتُم مِّن رِّبًا)[الروم: ٣٩]. رسم في بعض المصاحف بالواو وفي بعضها بدون واو, وأن هذا الخلاف ليس محتقرا, بل هو مشهور, كتب بالوجهين جمعاً بين اللغتين.