أي كيفية رسم الألفات المنقلبة من الياء أو الواو.
226 | والياءُ فى ألفٍ عن ياءٍ انقلبتْ | معَ الضميرِ ومنْ دونِ الضميِر تُرَى |
أي كل ما كان آخره ألفاً منقلبة عن ياء فإنه مرسوم بالياء تنبيهاً على أصلها, سواء اتصل بها ضمير أم لم يتصل, نحو: (تَصْلَىٰ – تَعْرَىٰ – وَٱلسَّلْوَىٰ ۖ – فَغَشَّىٰهَا – سَوَّىٰهَا – هَدَىٰنِى)وما شابهه.
227 | سِوَى عصانِى تولاَّهُ طَغا ومَعاً | أقْصَا وَالاَقْصَا وسِيما الفتحِ مُشْتَهَرَا |
أي سوى هذه الكلمات السبعة المذكورة في هذا البيت فإنها رسمت بالألف على اللفظ , وإن كان أصلها الياء, وهي قوله تعالى: (وَمَنْ عَصَانِى)[إبراهيم: ٣٦ ]. (كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُۥ مَن تَوَلَّاهُ)[الحج: ٤ ]. (إِنَّا لَمَّا طَغَا ٱلْمَآءُ)[الحاقة: ١١ ]. (أَقْصَا ٱلْمَدِينَةِ)[القصص: ٢٠]. و[يس: ٢٠]. (إِلَى ٱلْمَسْجِدِ ٱلْأَقْصَا)[الإسراء: ١].( سِيمَاهُمْ فِى وُجُوهِهِم)[الفتح: ٢٩ ]. وفي هذا إشعار بأن التبعية على الأصل ليست بواجبة, وقيل: ما رسم بالياء منه فعلى مراد الإمالة, وما رسم بالألف فعلى مراد الفتح.
228 | وغيرَ ما بعدَ ياءٍ خوفَ جَمْعِهِما | لكنَّ يَحيي وسُقياها بِها حُبِرَا |
أي وكذلك رسموا بالألف من ذلك ما لو رسموه بالياء لاجتمع فيه ياءان, وذلك نحو: (ٱلْعُلْيَا – ٱلدُّنْيَا – ٱلرُّءْيَآ – رُءْيَٰىَ – رُءْيَاكَ – ٱلْحَوَايَآ – أَحْيَا – أَحْيَاهَا – مَحْيَاىَ – مَثْوَاىَ) وما كان مثله.
قوله لكنَّ يَحيي وسُقياها بِها حُبِرَا : أي كتب هذان بالياء مع مراد الإمالة.
قال أبو عمرو: وأما نحو: (يَٰيَحْيَىٰ خُذِ ٱلْكِتَٰبَ)[مريم: ١٢]. (وَيَحْيَىٰ وَعِيسَىٰ)[الأنعام: ٨٥]. (وَيَحْيَىٰ مَنْ حَىَّ)[الأنفال: ٤٢]. وكذلك (نَاقَةَ ٱللَّهِ وَسُقْيَٰهَا)[الشمس: ١٣].
قال أبو عمرو: وجدت في بعض مصاحف المدينة وأكثر الكوفية والبصرية (وَسُقْيَٰهَا) بياء واحدة اهـ .
ومعنى حُبِرَا : أي كتب, والمحبرة : وعاء الحبر , وتحبير الخط: تحسينه , وتحبير القرآن: تجويده.
229 | كِلتا وتَتْرا جميعاً فيهما ألفٌ
|
وفى يقولونَ نخشَى الخلفُ قد ذُكِرَا |
أي اتفقت جميع المصاحف على رسم قوله تعالى: (كِلْتَا ٱلْجَنَّتَيْنِ)[الكهف: ٣٣]. وقوله: (ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَا ۖ)[المؤمنون: ٤٤]. بالألف.
قال محمد بن عيسى عن نصير: وفي بعض المصاحف (يَقُولُونَ نَخْشَىٰٓ أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ ۚ)[المائدة: ٥٢]. بالألف , وفي بعضها بالياء, وهذا معنى قوله: قد ذُكِرَا .
230 | وبعدَ ياءِ خطايا حذفُهُم ألفاً | وقبلُ أكثرُهُم بالحذفِ قد كَثُرَا |
أي اتفقت المصاحف على حذف الألف التي بعد الياء من لفظ ( خطايا ) إذا اتصل به الضمير نحو: (خَطَٰيَٰكُمْ – خَطَٰيَٰنَآ – خَطَٰيَٰهُم)حيث وقع , واختلف في حذف الألف التي قبل الياء.
قال أبو عمرو: وقد حذفت الألف التي بعد الطاء في بعض المصاحف أيضاً . فهذا معنى قوله وقبلُ أكثرُهُم : أي قبل الياء أكثر المصاحف على الحذف , وأقلهم على ثبوتها, ومعنى قوله قد كَثُرَا : أي غلب بالكثرة.
231 | بالْيَا تُقاةً وفى تُقاتِهِ ألفُ الـ | عراقِ واختلفُوا فى حذفِها زُبِرَا |
أي اتفقت المصاحف على رسم قوله تعالى: (إِلَّآ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَىٰةً ۗ)[آل عمران: ٢٨]. بالياء مكان الألف, واختلفت مصاحف العراق في رسم قوله تعالى: (ٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِۦ)[آل عمران: ١٠٢]. ففي بعضها بإثبات الألف, وفي بعضها بحذفها, وقوله زُبِرَا : أي كتب.
232 | يا ويلتى أسفَى حتى على وإلى | أنَّى عسى وبَلَى يا حسرتَى زُبِرَا |
قال أبو عمرو: ورسموا في المصاحف جميعاً(عَلَى- إِلَى – حَتَّى) بالياء.
قال: وكذلك رسموا (يَٰوَيْلَتَىٰ – يَٰٓأَسَفَىٰ – يَٰحَسْرَتَىٰ – مَتَى – عَسَى – بَلَى – أَنَّى) التي بمعنى كيف حيث وقعن بالياء, وقوله زُبِرَا : أي كتب.
233 | جاءتْهُمُ رُسُلُهُمْ وجاءَ أمرُ وللِرْ
|
ـرِجالِ رَسْمٌ أُبَىٍّ ياءَها شَهَرَا
|
أي رسم في مصحف أبي بن كعب t (وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ)[البقرة: ٢٢٨]. و (جَآءَ أَمْرُ رَبِّكَ ۖ) [هود: ٧٦] . (جَآءَتْهُمْ رُسُلُهُم) ونظائره , ياء بعد الجيم وألف بعدها.
قال أبو عمرو: ولم أجد ذلك مرسوماً في مصاحف أهل الأمصار.
234 | جاؤا وجاءَهُمُ المكىُّ وطِابَ إِلَى الْ ج |
إمَامِ يُعْزَى وكُلٌّ ليسَ مُقْتَفَرَا |
أي وكذلك رسم في المصحف المكي (جَآءُو جَآءَتْهُمْ) بالياء حيث وقعن, ورسم في مصحف الإمام (مَا طَابَ لَكُم مِّنَ ٱلنِّسَآءِ)[النساء: ٣]. بياء واحدة موضع الألف, ورسم في المدني والعراقي والشامي كلها بالألف , وقوله وكُلٌّ ليسَ مُقْتَفَرَا : أي ليس ذلك بمتبع ولا معمول به , يقال قفرت الأثر أقفره: إذا تتبعته.
235 | كيفَ الضُّحى والقُوَى دحى تلى وطحى | سجى زكى واوُها بالياءِ قد سُطِرَا |
قال أبو عمرو: واتفقت المصاحف على رسم ما كان من ذوات الواو من الأسماء والأفعال على ثلاثة أحرف بالألف, إلا أحد عشر حرفاً , فإنها رسمت
بالياء حيث وقعت, وهي : (ضُحًى – ٱلضُّحَىٰ – ٱلْقُوَىٰ – دَحَىٰهَآ – تَلَىٰهَا – طَحَىٰهَا – سَجَى – زَكَى) والمراد بذلك التنبيه على جواز الإمالة , وقيل: إنما رسمت كذلك ليوافق ما قبله من رءوس الآي المرسومة بالياء من ذوات الياء.