الحمد لله الذي يسر القرآن للذكر, وفتح باب النظر فيه والإمعان والفكر, أنزله على سبعة أحرف تيسيرا, فاختلفت قراءاته ورواياته ترتيلا, كأوجه الإفراد أو التثنية أو الجمع, أو تغيير في الإعراب كالإسكان أو الرفع, أو اختلاف في تصريف الأفعال, أو تغيير بالإبدال, أو بالحذف والإثبات كما جاءت الروايات, أو اختلاف في التقديم أو التأخير, أو في اللهجات كما وردت في التنزيل, كالتسهيل والتحقيق, أو التفخيم والترقيق, أو الفتح والإمالة, فعن كل صحت الرواية.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, نزَّل القرآن بلسان عربي مبين, ليكون بشيراً ونذيراً للعالمين.
اصطفى من عباده أهل القرآن, وذكرهم في كتابه في أوضح بيان, فقال تعالى: ﭽﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩﭼ [فاطر: ٣٢ ].
وأشهد أنَّ سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله, تلقى القرآن من لدن حكيم عليم, فهدى به الأمة إلى صراط مستقيم, فطلب لها من ربه التخفيف, بنص صريح في حديث شريف, فأُنزل على سبعة أحرف لا عوجا فيها ولا تحريف.
وأصلي وأسلم على خاتم الأنبياء والمرسلين, سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد: فهذا كتاب “مادة علم القراءات رواية ورش في جزء الذاريات” يعين الطالب على معرفة أصول رواية ورش عن نافع, وفرش حروف جزء الذاريات, حيث هو المقرر عليهم في قسم الدراسات القرآنية, وقد راعيت فيه سهولة الأسلوب, وبيان الحكم المطلوب, ليسهل على الطالب فهم هذه الرواية, فيطبق ما فيها من أحكام بعناية.
أسأل الله تعالى أن يتقبل منا صالح الأعمال, وأن يرزقنا الإخلاص في كل عمل أو فعل أو مقال, وأن يوفق جميع الطلاب والطالبات لخدمة العلم والدين, إنه ولي ذلك والقادر عليه, وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين, وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين.
وكتبه
د/ نادي بن حداد القط