(كتاب السبعة في القراءات) للإمام الحافظ الأستاذ أبي بكر أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد التميمي البغدادي (ت 324هـ). وكتاب السبعة قام بتحقيقه الدكتور شوقي ضيف، وطبعته دار المعارف المصرية ، ويبدو أن ابن مجاهد ألف كتابه هذا لما رآه من تكاثر القراءات في زمانه ، حيث وصل بها أبوعبيد القاسم بن سلام نحو ثلاثين قراءة، وتوسع فيها ــ فيما بعد ــ بعض القراء، حتى وصل بها إلى نحو خمسين قراءة ، وأوشك ذلك أن يكون بابا لدخول شيء من الاضطراب على ألسنة القراء ، خصوصا وأنهم ليسوا على درجة واحدة من الإتقان، بل هناك من يعتمد على نوع شاذ من القراءة خارج مصحف عثمان الذي اجتمعت عليه الأمة ، فكانت الأمة في أمس الحاجة إلى شيخ نابه ، يضع الأصول والأركان لقبول القراءات من جهة ولاختيار طائفة من القراء النابهين يكتفى بهم عمن سواهم ؛ فجاء ابن مجاهد ــ رحمه الله ــ واستصفى من هؤلاء القراء سبعة من الأئمة القراء في الأمصار الإسلامية ، وألف هذا الكتاب النفيس مبينا اختلافهم في القراءة ، وعرض قرائتهم وأئمتها إماما إماما ذاكرا نسبهم وأساتذتهم الذين تلقو عنهم القرآن الكريم ، واصلا بينهم وبين الرسول صلى الله عليه وسلم ، فقدم للأمة الاسلامية عملا جليلا باهرا استجابت له ورضيته.
والحق أن ابن مجاهد حين اختار السبعة لم يسقط رواية من سواهم ولم يبطلها ولم يعتقد أن قراءات هؤلاء السبعة هي الحروف السبعة الواردة في الحديث ، ولكن ذك إنما اعتقده بعض الناس واهمين خلاف مراد ابن مجاهد ، وهو إنما قصد أن ماسوى قراءات هؤلاء السبعة يأتي وراء السبعة في عدد من يقرؤون بها في الأمصار.
والخلاصة أن ابن مجاهد اهتم بضط الروايات وتحرير أوجه الخلاف والتمييز بين الطرق ووضوح العبارة والتلخيص.