مؤلفه هو العلامة الحافظ الإمام المقرئ أبو الخير شمس الدين محمد بن محمد بن محمد بن علي بن يوسف العمري الدمشقي ثم الشيرازي الشافعي المعروف بابن الجزري شيخ القراء وحجة المحققين ، هو سفر جل قدره ، وفاح بين الأنام عطره ، وعز على الزمان أن يأتي بمثله ، وعجزت الأقلام عن حصر فضله ؛ فهو كتاب حقيق أن تشد إليه الرحال ، لما حواه من صحيح النقول وفصيح الأقوال ، جمع فيه مؤلفه رحمه الله من الروايات والطرق ما لا يعتريه وهن ولا يتطرق إليه شك ولا طعن ، على تواتر محكم ، وسند متصل ، فهو البقية المغنية في القراءات بما حواه من محرر طرق الروايات ، هذا إلى ما انطوى في ثناياه من علوم الأداء الجارية في فقه اللغة العربية ، فمن مخارج الحروف وصفاتها ، إلى علم الوقوف وأحكامها ، إلى بحوث في الإدغامين ، والهمزات واليائين ، والفتح والإمالة والرسم ، وفني الابتداء والختم ، إلى غير ذلك.