المد البدل

مد البدل : هو أن يتقدم الهمز على حرف المد، والهمز إما أن يكون ثابتاً أو مُغَيَّراً. فالهمز الثابت نحو:

وأما الهمز المغيَّر فيكون أحياناً التغيير بالنقل نحو:

أو بالتسهيل نحو:

أو بالإبدال نحو :

.

فلورش في المد البدل ثلاثة أوجه : القصر بقدر حركتين ، والتوسط بقدر أربع حركات ، والإشباع بقدر ست حركات وذلك وصلاً ووقفاً.

مستثنيات البدل لورش: يستثنى لورش من المد البدل كلمتين وثلاث حالات :

أما الكلمتان فهما:

كلمة

حيث جاءت في القرآن.

وكلمة(يُؤَاخِذُ )  كيف جاءت في القرآن.

 

وأما الحالات الثلاث فهي:

1 ـ أن يقع حرف المد بعد همز مسبوق بساكن صحيح متصل، نحو :

2 ـ مد العوض المسبوق بهمزة عند الوقف عليه نحو :

3 ـ البدل الواقع بعد همزة وصل عند البدء بها :

فليس لورش في جميع المستثنيات إلا القصر.

وورد في كلمة:

موضعان يونس, وكلمة

 [النجم: ٥٠] خلاف:

1 ـ قصرهما دائماً.                 2 ـ تسويتهما بغيرهما من مواضع البدل.
هذا من حيث الإيجاز، أما من حيث التفصيل فكما يأتي:

جاء في كتاب البدور الزاهرة: ” آلآن “ أصل هذه الكلمة ” آن ” بهمزة مفتوحة ممدودة وبعدها نون مفتوحة وهى اسم مبني علم على الزمان الحاضر. ثم دخلت عليه أل التي للتعريف ثم دخلت عليه همزة الاستفهام فاجتمع فيها همزتان مفتوحتان متصلتان: الأولى همزة الاستفهام، والثانية همزة الوصل وقد أجمع أهل الأداء على استبقاء الهمزتين والنطق بهما معا وعدم حذف إحداهما، ولكن لما كان النطق بهمزتين متلاصقتين فيه شيء من العسر والمشقة أجمعوا على تغيير الهمزة الثانية وإن اختلفوا في كيفية هذا التغيير، فمنهم من غيرها بإبدالها ألفا مع المد المشبع نظرا لالتقاء الساكنين، ومنهم من سهلها بين الهمزة والألف، وهذان الوجهان جائزان لكل من القراء العشرة. وعلى وجه التسهيل لا يجوز إدخال ألف الفصل بينها وبين همزة الاستفهام لأحد من القراء، وإليك بيان قراءة ورش هذه الكلمة:

قرأ ورش بنقل حركة الهمزة إلى اللام وحذف الهمزة مع إبدالها ألفا مع المد والقصر وتسهيلها بين بين. ولا يخفى أن له في مد البدل المغير بالنقل الواقع بعد اللام ثلاثة أوجه: القصر والتوسط والمد، ولكن هذه الأوجه الثلاثة في البدل لا تتحقق على جميع أوجه همزة الوصل، بل تتحقق على بعضها دون البعض الآخر، وخلاصة ما ذكره العلماء لورش في هذه الكلمة أن له فيها خمس حالات.

الأولى: انفرادها عن بدل سابق عليها. أو واقع بعدها مع وصلها.

الثانية: انفرادها عن بدل سابق عليها أو واقع بعدها مع الوقف عليها.

الثالثة: اجتماعها مع بدل قبلها مع وصلها.

الرابعة: اجتماعها مع بدل قبلها مع الوقف عليها.

الخامسة: اجتماعها مع بدل واقع بعدها.

أما الحالة الأولى فله فيها سبعة أوجه: إبدال همزة الوصل ألفا مع المد المشبع وعليه في اللام ثلاثة أوجه القصر والتوسط والمد ثم تسهيل همزة الوصل بين بين مع الأوجه الثلاثة السابقة في اللام، ثم إبدال همزة الوصل ألفا مع القصر، وعليه في اللام القصر فقط فتصير الأوجه سبعة.

وأما الحالة الثانية فله فيها تسعة أوجه: إبدال همزة الوصل ألفا مع المد المشبع والقصر ثم تسهيلها بين بين، وعلى كل من هذه الأوجه الثلاثة تثليث اللام.

وأما الحالة الثالثة وهي: اجتماعها مع بدل سابق عليها مع وصلها كاجتماعها مع “ءَامَنتُم بِهِ” قبلها فله فيها ثلاثة عشر وجها: قصر البدل قبلها وهو “ءَامَنتُم”، وعليه إبدال همزة الوصل مع المد والقصر ثم تسهيلها، وعلى كل من هذه الأوجه الثلاثة قصر اللام، ثم توسيط “ءَامَنتُم” وعليه إبدال همزة الوصل مع المد وتسهيلها، وعلى كل منهما توسيط اللام وقصرها، ثم إبدال الهمزة مع القصر، وعليه قصر اللام فقط ثم مد “ءَامَنتُم” وعليه إبدال همزة الوصل مع المد وتسهيلها وعلى كل منهما مد اللام وقصرها ثم إبدال الهمزة مع القصر وعليه قصر اللام فقط فيكون على قصر “ءَامَنتُم” ثلاثة أوجه، وعلى التوسط خمسة أوجه ومثلها على المد.

وأما الحالة الرابعة وهي: اجتماعها مع بدل سابق عليها مع الوقف عليها كالآية السابقة فله فيها سبعة وعشرون وجها: قصر “ءَامَنتُم” وعليه إبدال الهمزة مع المد والقصر ثم تسهيلها، وعلى كل من هذه الأوجه الثلاثة تثليث اللام فتصير الأوجه تسعة على قصر “ءَامَنتُم”، ثم توسط “ءَامَنتُم”، وعليه إبدال الهمزة مع المد والقصر ثم تسهيلها، وعلى كل من الثلاثة تثليث اللام. فتصير الأوجه تسعة على توسط “ءَامَنتُم”، ثم مد “ءَامَنتُم” وعليه إبدال الهمزة ألفا مع المد والقصر ثم تسهيلها، وعلى كل من الثلاثة تثليث اللام أيضا فتصير الأوجه تسعة كذلك على مد “ءَامَنتُم”، فيكون مجموع الأوجه على كل من قصر البدل السابق وتوسطه ومده سبعة وعشرين وجها كما ذكرنا.

وأما الحالة الخامسة وهي: اجتماعها مع بدل واقع بعدها كقوله تعالى

فله فيها ثلاثة عشر وجها: إبدال همزة الوصل ألفا مع المد ومع قصر اللام وعلى هذا الوجه القصر والتوسط والمد في ، ثم توسط اللام وتوسط ثم مد اللام ومد، ثم تسهيل همزة الوصل مع قصر اللام وعلى هذا الوجه تثليث   ثم توسط اللام و ثم مدهما معا ثم إبدال همزة الوصل مع القصر ومع قصر اللام، وعلى هذا الوجه تثليث ، فيكون على إبدال همزة الوصل مع المد خمسة أوجه، وعلى تسهيلها خمسة أوجه. وعلى إبدالها مع القصر ثلاثة أوجه، وقد نظمت هذه الحالات الخمس على هذا الترتيب بقولي:

الحالة الأولى: فَهَمْزُهَا امْدُدْ مُبْدِلًا وَسَهِّلَا     وَاللَّامَ ثَلِّثْ مَعْهُمَا وَاقْصُرْ كِلَا

الحالة الثانية: وَمُدَّ هَمْزاً وَاقْصُرَنْ وَسَهِّلَا        وَاللَّامَ ثَلِّثْ عِنْدَ كُلٍّ تَفْضُلَا

الحالة الثالثة: وَاقْصُرْ لَآمَنتُمْ وَفِي الهَمْزِ خُذَا    تَثْلِيثَهُ وَاللَّامَ فَاقْصُرْ تُحْتَذَى

وَإِنْ تُوَسِّـــــــــطْ بَدَلًا فَسّهِّـــــــلَا    أَوِ امْدُدَنْ فِي الهَمْزِ ثُمَّ مَعْ كِلَا

فِي اللَّامِ تَوْسِيطٌ وَقَصْرٌ وَاقْصُرَا     فِي الهَمْزِ وَاللَّامِ كَمَا تَحَرَّرَا

وَبَدَلًا مُدَّ وَفِي الهَمْــــــــــزِ انْقُــــــــــــــــــــلَا          مَدًّا وَتَسْهِيلًا تَكُنْ مُبَجَّلَا

وَمَعْهُمَا فِي اللَّامِ فَامْدُدْ وَاقْصُرِ        وَاقْصُرْ لِهَمْزٍ مَعْ لَامٍ تَنصُرِ

الحالة الرابعة: وَإِنْ تَقِفْ فَالتِّسْعَةُ الأُولَى انْقُلِ     عَلَى الثَّلَاثَةِ الَّتِي فِي البَدَلِ

الحالة الخامسة: وَمُدَّ هَمْزًا ثُمَّ سَهِّلْ وَاقْصُرَا         لَاماً وَثَلِّثْ بَدَلًا تَأَخَّرَا

وَفِيهِمَا وَسِّطْ أَوِ امْدُدْ وَاجْعَلِ      قَصْرًا لِهَمْزٍ ثُمَّ لَامٍ تَفْضُلِ

وَبَدَلاً ثَلِّثْ وَذِي حَالَاتِهَا         خَمْساً كَمَا عَنِ الثِّقَاتِ عَدَّهَا ([1])

وأما ( عَادًا الْأُولَىٰ ) [النجم: ٥٠] ففيها وجهان :

” عادًا الأولى “ قرأ المدنيان والبصريان بنقل حركة همزة الأولى إلى اللام قبلها وحذف الهمزة مع إدغام تنوين عادا في لام الأولى غير أن قالون يقرأ بهمزة ساكنة بعد اللام المضمومة بدلا من الواو وهذا في حال وصل عادا بالأولى وأما إن وقف على عادا وابتدئ بالأولى فلقالون ثلاثة أوجه: الأول: ألؤى بهمزة مفتوحة وبعدها لام مضمومة وبعد اللام همزة ساكنة. الثاني: لؤلى، بلام مضمومة وبعدها همزة ساكنة. الثالث: الأولى بهمزة مفتوحة فلام ساكنة وبعدها همزة مضمومة وبعدها واو ساكنة مدية كقراءة حفص، ولورش وجهان: الأول: ألولى بهمزة مفتوحة فلام مضمومة وبعدها واو ساكنة مدية. الثاني: لولى بلام مضمومة وبعدها واو ساكنة مدية وعلى الوجه الأول يجوز له في البدل المغير بالنقل الأوجه الثلاثة، وعلى الوجه الثاني لا يجوز له في البدل إلا القصر. ولأبي عمرو وأبي جعفر ويعقوب ثلاثة أوجه: الأول والثاني كوجهي ورش. والثالث كالوجه الثالث لقالون. وقرأ الباقون بإظهار تنوين عادا وكسره وإسكان لام الأولى وتحقيق الهمزة بعدها مضمومة مع إسكان الواو وهذا في حال الوصل أيضا. وأما في حال الوقف على عادا فيبتدئون بالأولى كالوجه الثالث لقالون. ([2])

([1]) البدور الزاهرة في القراءات العشر المتواترة (ص: 145)

 

([2]) البدور الزاهرة في القراءات العشر المتواترة (ص: 308)