القارئ الأول: الإمام نافع المدني

هو نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم أبو رويم، ويقال أبو نعيم ويقال أبو الحسن. وهو مولى جَعْوَنة بن شعوب الليثي حليف حمزة بن عبد المطلب المدني. أحد القراء السبعة والأعلام ثقة صالح. أصله من أصبهان وكان أسوداً حالكاً صبيح الوجه حسن الخلق فيه دعابة زاهداً جواداً. وكان رحمه الله عالماً بوجوه القراءات متتبعاً لآثار الأئمة الماضيين ببلده. أخذ القراءة عرضاً عن جماعة من تابعي أهل المدينة. وكان يقول عن نفسه: قرأت على سبعين من التابعين. وأقرأ الناس دهراً طويلاً وانتهت إليه رياسة القراءة بالمدينة وصار الناس إليها. وأخذ القراءة عنه عرضاً وسماعاً خلق كثير من أشهرهم راوياه قالون وورش والإمام مالك بن أنس وغيرهم كثير. صلى بالناس في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ستين سنة، وتوفي سنة تسع وستين ومائة للهجرة.

راوياه : قولون وورش

1 ــ قالون.

هو الإمام عيسى بن مينا بن وردان بن عيسى الزرقي مولى بني زهرة، قارئ المدينة ونحويها، يقال إنه ربيب نافع. ولد سنة عشرين ومائة. اختص بقراءة الإمام نافع الذي سماه قالون، لجودة قراءته. سئل يوماً: كم قرأت على نافع ؟ قال: ما لا أحصيه كثرة، إلا أني جالسته بعد الفراغ عشرين سنة، ثم صار نافع يرسل إليه من يقرأ عليه. وكان من كرامة الله عليه أنه كان أصماً شديد الصمم لا يسمع إلا القرآن. توفي سنة عشرين ومائتين للهجرة.

 

2ــ ورش.

هو عثمان بن سعيد بن عبد الله أبو سعيد المصري، لقبه نافع ورشاً لبياضه. وهو شيخ القراء والمحققين انتهت إليه رئاسة الإقراء بمصر في زمانه، ولد بمصر سنة 110هـ. ورحل إلى نافع فعرض عليه القرآن عدة ختمات وذلك سنة 155هـ. وكان أشقر أزرق أبيض اللون قصيراً ذا كدنة هو إلى السمن أقرب منه إلى النحافة. كان ثقة حجة في القراءة حسن الصوت إذا قرأ ويمد ويشدد ويبين الإعراب ولا يمله سامعه وإليه انتهت رئاسة القراءة في مصر في زمانه. وتوفي بمصر سنة 197هـ.