المقدمة

الحمدُ للهِ الذي هَدانا للإِسْلام, وجعلنا مِنْ أُمَّةِ خيرِ الأنام, وألْهَمَنا ذِكْرَهُ وتَسْبيحَهُ بخير الكلام, سبحانه يَهْدي لِجَنَّتِهِ مَنْ يشاءُ مِنَ العِبَاد, وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فما له مِنْ هاد, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, أثنى على الذَّاكرين والذَّاكرات, العاملين والْمُسَبِّحينَ والتَّالين للآيات, وأشهد أنَّ سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله, خيرُ مَن ذَكَرَ ربَّهُ الليل والنَّهار, وعَلَّمَ أصحابَه المهاجرينَ منهم والأنصار, فاتَّبَعَ هَدْيَهُ منْ أرادَ اللهُ في جميعِ الأمصار, فكان منهم (الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ) [آل عمران: ١٧] .

وبعد: فهذا مختصرٌ لِمَا وَرَدَ في الحثِّ على الأذكار, من الآيات وهَدْي النبي المختار, (قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا ۖ وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ) [طه: ١٣٠]

وسميته ” حِصْنُ المسلمِ الصغير من الآيات وَذِكْرِ النبي البشير (ص)  ” لِمَا جعلَهُ اللهُ في قلوبِنا من محبَّةٍ لأبنائنا, والخوفِ عليهم, والعملِ على تعليمهم ما ينفعهم في دنياهم وأخراهم, لذا قَدَّمْتُ هذه الأذكارَ على طريقةٍ يَسْهُلُ حِفْظُها, والمداومةُ على ذِكْرِها .

أسأل الله تعالى أن يتقبل منا هذا العمل, وأن يرزقنا الإخلاص ويجنبنا الزَّلل, وأن ينفع به المسلمين والمسلمات, كبيرهم وصغيرهم من البنين والبنات, وأن يجعله في ميزان حسناتي (يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا ) [آل عمران: ٣٠] .

وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد, وعلى آله وصحبه وسلم

 

                                                  كتبه

                                          د. نادي حداد القط