الشـرح

بسم الله الرحمن الرحيم

المقدمة الجزرية

الشـرح :

 

قال الناظم رحمه الله تعالى :

 

1 يَقُولُ  رَاجِي  عَفْـوِ رَبٍّ سَامعِ

  مُحَمَّدُ  ابْـنُ الْجَزَرِيِّ الشَّافِعِي

 

ابتدأ الناظم رحمه الله تعالى مقدمته برجاء العفو من ربه ورب العالمين السميع العليم, وعبَّر بصيغة المضارع الدال على الاستقبال ليشعر أن الخطبة متقدمة على أصل المقدمة.

والجزري نسبة إلى جزيرة ابن عمر قرب الموصل، والشافعي نسبة إلى مذهب الإمام الشافعي، وهو محمد بن إدريس بن شافع القرشي، والشافعي صفة لمحمد فهو مرفوع أو للجزري فهو مجرور، والثاني أقرب والأول أنسب.

 

2 الْحَمْـدُ   للهِ  وَ  صَـلَّى   اللهُ

  عَلَـى  نَبِـيِّهِ  وَ مُـصْـطَفَاهُ

 

بدأ بالحمد اقتداءً بالقرآن المجيد، واقتفاء بهدي النبي صلى الله عليه وسلم ، ليحصل له ببركة الابتداء توفيق الانتهاء وعدم الانقطاع في الأثناء.

 

 

3 مُحَـمَّدٍ وَ آلِـهِ  وَصَـحْبِـهِ

  وَ مُـقْرِئِ  الْقُرْآنِ مَـعْ  مُحِبِّهِ
ج

 

جرُّ محمد على أنه بدل أو عطف بيان من نبيه، والمراد بآله أقاربه وأهل بيته أو جميع أتباعه من أمته صلى الله عليه وسلم ، فعطف صحبه من باب عطف الخاص على العام، والصحيح في تعريف الصحابي: أنه من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمناً به ومات على الإيمان، والمراد بمقرئ القرآن معلِّم القرآن وهو يشمله صلى الله عليه وسلم وآله وأصحابه وأتباعه، والضميرُ في محبِّه راجع إلى القرآن.

 

 

4 وَ بَعْـدُ :   إِنَّ  هَذِهِ   مُـقَدِّمَهْ

  فِيمَا عَـلَى قَارِئِـهِ أَنْ يَـعْلَمَهْ
ج

 

أي بعد ما تقدم من الحمد والصلاة، وهي كلمةٌ يؤتى بها للانتقال من غرض أو أسلوب إلى آخر، والمقدمة طائفة من العلم كمقدمة الجيش، والمراد بها طائفة من مسائل علم القراءة، ينبغي الاهتمام بها والاعتناء بشأنها كما أشار إليه المصنف بقوله: ” فيما على قارئه أن يعلمه ” أي بيان ما يجب على كل قارئ من قراء القرآن علمه.

 

5 إِذْ وَاجـبٌ عَلَيْهِمُ مُحَـتَّـمُ
جج
  قَبْلَ الـشُّرُوعِ أَوَّلاً  أَنْ  يَعْلَمُوا
ج

 

إذ تعليلٌ للوجوب المقدر في ضمن قوله: “فيما على قارئه” ، والوجوب الشرعي ما يثاب على فعله ويعاقب على تركه، أما الوجوب العرفي فهو ما لابد منه في فعله ولا يستحسن تركه، فيجب حمل كلام المصنف على المعنى الاصطلاحي وهو لا ينافي الوجوب الشرعي، فهو يحمل على وجوب الكفاية بأنه إذا قام به البعضُ سقط الإثم عن الباقين، والمعنى: يجب عليهم قبل الشروع في قراءة القرآن وفي ابتداء قصدهم تعلم القرآن أن يعلموا …

 

6 مَـخَارِجَ  الْحُرُوفِ  وَالصّفَاتِ

  لِيَـلْفِـظُوا بِـأَفْصَحِ اللُّغَـاتِ
جججج

 

لا قبل أن يشرع في أدائه على المشايخ؛ لأنه يأخذ العلم والعمل بالأداء عن أفواههم وأسماعهم، والمراد بأفصح اللغات مطلقاً سائر العرب العرباء فإن المراد به لغة قريش وهم قومه صلى الله عليه وسلم لقوله تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ) [إبراهيم: ٤] .

 

7 مُحرِّرِي  التَّجْوِيدِ    وَالْمَوَاقِفِ

  وَ مَـا الَّذِي رُسِمَ فِي الْمَصَاحِفِ

       

 

رسم بتشديد السين المكسورة، وفي نسخة بتخفيفه أي كتب، والمعنى حال كون علماء المخارج والصفات طالبي تحرير القرآن وإتقانه من تحسينه وإمعانه ومريدي معرفة المواقف والمبادئ من الكلمات القرآنية ومعرفة مرسوم المصاحف العثمانية لأنه أحد أركان القرآن، والركنان الآخران: التواتر وموافقة العربية ولو بوجه.

 

8 مِنْ  كُلِّ مَقْطُوعٍ  وَمَـوْصُولٍ بِهَا   وتَاءِ أُنْثَى لَمْ تَكُنْ تُكْتَبْ بِـهَا

 

أي ما يكتب مقطوعاً من الكلمات لا من الحروف، “وموصولا بها” الضمير يعود إلى المصاحف . مثل: ( أَن لا ) فهذه مقطوعة , وفيه ( أَلا ) موصولة , وقوله: “وتاء أنثى لم تكن تكتب بها ” أي لم تكتب بحرف الها, مثل: ( رَحْمَت ـ نِعْمَت ) .