المقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم

المقدمة

الحمد لله الذي خَصَّ من عباده أقواماً شرفهم بحفظ كتابه، وأوجب عليهم تجويده وترتيل آياته, وألهمهم العمل بما في أحكامه وآدابه.

أحمده على ما وفَّقنا واصطفانا وجعلنا من حملة هذا الكتاب، وأشكره على ما أولانا وهدانا إلى طريق الصواب، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة أدخرُها ليوم العرض والحساب، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله، أحبُّ الأحبابِ إلى العزيز الوهاب، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم المآب. ( قُلْ هُوَ رَبِّي لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ )  [الرعد: ٣٠] .

 

وبعد : لما جادَ عليَّ الحنَّانُ المنَّانُ،([1]) ذو الفضل والإحسان بالعمل في ميدان خدمة القرآن، بدءاً بمعهد قراءات البدرشين بالأزهر الشريف، ثم بكلية المعلمين بالمدينة المنورة، والإقراء بالحرم النبوي الشريف, ثم بكلية العلوم والآداب بالرس جامعة القصيم, قسم الدراسات الإسلامية، وكذلك معهد الإمام ابن الجزري بعنيزة، ثم مسك الختام بكلية المسجد النبوي الشريف, ولقد أتمَّ الله علي النعمة بشرح متن ” المقدمة الجزرية ” لمرَّاتٍ عِدَّة، مما حَدَا بي إلى تقييد هذا الشرح لتَعُمَّ الفائدة, وقد أضفت إلى الشرح فوائد مهمَّة في التجويد, لا غنى لحافظ القرآن أن يقف عليها, حتى يصحح تلاوته وِفْقَ ما عليه القراء الكبار الأئمة الأعلام, وقد صححت هذا المتن وضبطه وِفْقَ ما تلقيتُه عن شيوخي بأسانيدهم المتصلة إلى الناظم رحمه الله تعالى, وجعلتُه مجملاً قبل الشرح ومُرَقَّماً لمن أراد حفظه, كما أضفت إليه شرح متن بهجة اللحَّاظ للشيخ إبراهيم السمنودي رحمه الله. لتتم الفائدة والجمع بين طريقي الشاطبية والطيبة.

وقد سميته ( الورقات المضيَّة في شرح المقدمة الجزريَّة مع الفوائد النديَّة ) .

 

أسأل اللهَ أن يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم، وأن ينفع به حفظة القرآن الكريم، وكل من تلقاه بقلب سليم, وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين.

كتبه

 د/ نادي بن حداد القط


[1] ـ عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا في الحلقة ورجل قائم يصلي فلما ركع وسجد وتشهد دعا فقال في دعائه : اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت الحنان المنان بديع السموات والأرض يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم اللهم إني أسألك فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( أتدرون بما دعا ) ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم فقال : ( والذي نفسي بيده لقد دعا باسمه العظيم الذي إذا دُعي به أجاب وإذا سُئل به أعطى ) قال أبو حاتم t : الرجل هذا : هو حفص بن عبد الله بن أبي طلحة أخو إسحاق ابن أخي أنس لأمه . رواه ابن حبان في صحيحه كما في الإحسان حديث  893 ، وقال شعيب الأرناؤوط: إسناده قوي.