باب معرفة الوقوف

73 وَبَعْدَ  تَجْـوِيـدِكَ   لِلْحُـرُوفِ   لاَبُـدَّ  مِنْ  مَعْرِفَـةِ  الْوُقُـوفِ

 

الوقف والابتداء من أهم موضوعات التجويد التي لابد لقارئ القرآن من معرفتها, بعد معرفته بمخارج الحروف وصفاتها.

 

تعريف الوقف :

الوقف لغة : الحبس والكف.

واصطلاحا : قطع الكلمة القرآنية عما بعدها مقداراً من الزمن مع التنفس بقصد العودة إلى القراءة في الحال .

وضد الوقف الوصل: أي وصل الكلمة بما بعدها دون تنفس.

 

أما القطع : فهو لغة : الفصل والإزالة.

واصطلاحا: قطع الكلمة عما بعدها مقداراً من الزمن مع التنفس دون قصد للعودة إلى القراءة في الحال.

 

أما السكت : فهو لغة : المنع

واصطلاحاً : قطع الكلمة عما بعدها مقداراً من الزمن قدر حركتين دون تنفس مع قصد العودة إلى القراءة في الحال.

 

سكتات حفص عن عاصم في القرآن:

 

1 قوله تعالى (عِوَجًا (١) قَيِّمًا)  [الكهف: ١ – ٢ ]
2 قوله تعالى (مَّرْقَدِنَا ۜ ۗ هَٰذَا)  [يس: ٥٢] .
3 قوله تعالى (وَقِيلَ مَنْ ۜ رَاقٍۢ)  [القيامة: ٢٧] .
4 قوله تعالى (كَلَّا ۖ بَلْ ۜ رَانَ)      [المطففين: ١٤] .

 

 

واختلف عنه في قوله تعالى:( مَآ أَغْنَىٰ عَنِّى مَالِيَهْ ۜ(28) هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ) [الحاقة: ٢٨ – ٢٩]. عند  الوصل بين السكت والإدغام، واختلف كذلك مابين الأنفال وبراءة فروي الوقف والسكت والوصل.

                

74 وَالاِبْتِدَاءِ ، وَهْـيَ  تُقْسَـمُ  إِذَنْ   ثَلاَثَةً  تَامٌ ، وَكَافٍ، وَحَـسَـنْ
       

الابتداء: هو الشروع في القراءة .

 

الوقف ينقسم إلى ثلاثة أقسام هي:

  • وقف اضطراري 2- وقف اختباري

3 – وقف اختياري

 

الوقف الاضطراري: وهو ما وقف عليه لضرورة كانتهاء نفس أو عطاس أو نسيان أو بكاء أو غيره.

 

الوقف الاختباري : وهو الوقف الذي يكون بقصد الامتحان كاختبار في معرفة المقطوع والموصول وغير ذلك .

 

الوقف الاختياري: وهو ما وقف عليه بإرادة القارئ, لقصد الاستراحة, وهذا النوع من الوقف ينقسم إلى ثلاثة أقسام :

أ –  التام        ب –  الكافي     جـ –  الحسن

 

75 وَهْيَ لِمَا تَمَّ فَإِنْ  لَـمْ  يُوجَـدِ

 

  تَعَلُّقٌ أَوْ كَانَ مَعْنىً فَابْتَدِي

 

76 فَالتَّامُ ، فَالْكَافِي ، وَلَفْظاً  فَامْنَعَـنْ   إِلاَّ رُؤُوسَ الآيِ جَوِّزْ، فَالْحَــسَنْ

الوقوف التام : هو الوقف على كلام تام في ذاته غير متعلق بما بعده لفظاً ولا معنى .

مثاله : الوقف على أواخر السور ونهاية القصص القرآنية وكالوقف على نهاية الكلام عن المؤمنين وبعده يبدأ في الكلام عن الكافرين كقولة تعالى (عَلَىٰ هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)  [البقرة: ٥] , وقوله تعالى 🙁 وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ)  [الشعراء: ٩] . في نهاية كل قصة من سورة الشعراء .

 

وسمي تاما : لتمام الكلام به .

وحكمه : يحسن الوقف عليه والابتداء بما بعده .

 

الوقف الكافي: هو الوقف على كلام تام في ذاته متعلق بما بعده في المعنى دون اللفظ.

مثاله: كالوقف على قوله تعالى (ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ)  [البقرة: ٢] . ثم الابتداء بقوله تعالى”(الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ)  [البقرة: ٣] .

 

وسمي كافياً: للاكتفاء به .

حكمه : يجوز الوقف عليه والابتداء بما بعده.

 

الوقف الحسن: وهو الوقف على كلام تام في ذاته متعلق بما بعده لفظاً ومعنى .

مثاله : كالوقف على “بسم الله” من قوله (بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ)  [الفاتحة: ١] , أو كالوقف على قوله: “الحمد لله” من قوله تعالى (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)[الفاتحة: ٢] .

حكمه : إن كان رأس آيه جاز الوقف عليه والابتداء بما بعده, كالوقف على”رب العالمين” والابتداء بقوله” الرحمن الرحيم”, وإن لم يكن رأس آية, جاز الوقف عليه ولكن لا يحسن الابتداء بما بعده .

 

وسمي حسناً : لأنه يحسن الوقف عليه .

 

والمراد بالتعلق اللفظي: هو التعلق من جهة الإعراب, كأن يكون معطوفاً أو صفة أو حالاً أو نحو ذلك .

والمراد بالتعلق المعنوي: هو التعلق من جهة المعنى, كالإخبار عن أحوال المؤمنين أو الكافرين  أو التعلق الموضوعي أو تمام قصة قرآنية أو نحو ذلك.

 

 

77 وَغَيْـرُ مَا تَـمَّ  قَبِـيحٌ ، وَلَـهُ   يُوَقْفُ مُضْطَراًّ ،  وَ يَبْـدَا  قَبْـلَهُ

 

الوقف القبيح: هو الوقف قبل أن يتم الكلام في ذاته, كالوقف بين الفعل وفاعله, والمبتدأ وخبره والمضاف والمضاف إليه, ونحو ذلك.

وسمي قبيحاً: لقبح الوقف عليه, إلا لضرورة.

 

مثاله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنتُمْ سُكَارَىٰ) [النساء: ٤٣] . فالوقف على كلمة (الصَّلَاةَ) وقف قبيح , وقوله 🙁 إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلًا مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا ۚ) [البقرة: ٢٦] . فالوقف على (لَا يَسْتَحْيِي) وقف قبيح.

فإذا وقف على مثل هذا مضطراً ابتدأ بما قبله.

 

78 وَلَيْسَ فِي الْقُرْآنِ مِنْ وَقْفٍ  يَجِبْ   وَلاَ حَـرَامٌ  غَـيْرُ مَا لَهُ سَـبَبْ

 

أي ليس في القرآن وقف واجب, حتى إذا تركه القارئ يأثم, ولا وقف حرام إذا أتى به القارئ, إلا إذا كان له سبب يقتضي تحريمه, والمقصود بالسبب هنا هو النية، كأن يقصد الوقف على نحو (وَمَا مِنْ إِلَٰهٍ) [آل عمران: ٦٢ ] . فإن تعمد هذا الوقف أثم, وإن اعتقده كفر نعوذ بالله من هذا.