تمهيد

[ 1 ]

قَالَ تَعَالَى : (وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا) [المزمل: ٤]

كان النبي صلي الله عليه وسلم يقرأ القرآن كما أقرأه إياه جبريل عليه السلام عن رب العزة جل جلاله وعلّمه للصحابة رضي الله عنهم كما سمعه وعرضه على جبريل عليه السلام  وعلّم الصحابةُ التابعين، وعلَّمَ التابعون تابعيهم ، واستمر التعليم إلى يومنا هذا في سلسلة تبتدي بنبي الله صلي الله عليه وسلم عن جبريل عليه السلام عن رب العالمين  جل جلاله.

 

[ 2 ]

وكان الصحابة الكرام رضي الله عنهم يتلون القرآن حق تلاوته ويرتلونه ترتيلاً، اعتماداً منهم على سَلِيقَةٍ عربية، واستقامة لهجة، وفصاحة لسان، وحِسٍّ مُرْهَفٍ، وذوقٍ سليمٍ، وحافظةٍ سَيَّالةٍ, وصدورٍ واعيةٍ؛ فقد سمعوه غضًّا طرياً من رسول الله صلي الله عليه وسلم.

 

[ 3 ]

وبَعْدَ فُشُوِّ اللحنِ وعُجْمةِ الألسنة احتاج الناس إلى وضع قواعد علم التجويد كما احتاجوا إلى وضع قواعد النحو والصرف، تلك القواعد التي لم توضع لتُعْلم وتُحْفظ في مَعْزِلٍ عن التطبيق عند تلاوة القرآن، بل إن تعلم أحكام التجويد وقواعده هو أداة التطبيق العملي؛ إذ لا معنى للعلم بأحكام التجويد ما لم تطبق بحذافيرها.