ينقسم المد إلى مد أصلي ومد فرعي.
أ – المد الأصلي: ويسمى بالمد الطبيعي، وهو الذي يقع بعده أي حرف من حروف الهجاء عدا الهمز أو السكون , مثل: (قال ، بهيج ، والطور). ويمد حركتان.
فائدة: والحركة: تقدر بزمن النطق بحرف, والحركتان بزمن النطق بحرفين, والأربع حركات بزمن النطق بأربعة أحرف, فيختلف زمن المد باختلاف القراءة من حيث السرعة والبطء.
وجه تسميته أصلياً: سمي مداً أصلياً لأصالته , وسمي مداً طبيعياً: لأن صاحب الطبيعة السليمة لا يزيده ولا ينقصه عن قدره .
ب – المد الفرعي: وهو الذي يقع بعد حرف المد همز أو سكون.
وجه تسميته فرعياً : سمي بالمد الفرعي لأنه متفرع من المد الأصلي .
والهمز إما أن يقع بعد حرف المد في كلمة أو في كلمتين والسكون إما لازم أو عارض.
| 70 | فَلاَزِمٌ إِنْ جَاءَ بَعْدَ حَرْفِ مَـدّ | سَاكِنُ حَالَـيْنِ ، وَبِالطُّولِ يُـمَدّ |
المد اللازم: هو أن يقع بعد حرف المد سكون أصلي ثابت وصلاً ووقفاً.
أقسام المد اللازم:
ينقسم إلى : 1- مد لازم كلمي مثقل 2- مد لازم كلمي مخفف
3- مد لازم حرفي مثقل 4- مد لازم حرفي مخفف
مقدار مده: يمد ست حركات في جميع أنواعه.
النوع الأول : المد اللازم الكلمي المثقل: هو أن يأتي بعد حرف المد حرف مشدد مثل:
(وَلَا الضَّالِّينَ) (الْحَاقَّةُ) (وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ ۚ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي).
وسمي بالمد اللازم , للزوم مده , وسمي بالكلمي , لأنه في كلمة , وسمي بالمثقل , لأن الحرف الواقع بعد حرف المد مشدداً .
النوع الثاني: المد اللازم الكلمي المخفف : هو أن يأتي بعد حرف المد سكون أصلي مخفف ثابت وصلاً ووقفاً . ولا يوجد إلا في كلمة:(آلْآنَ) موضعين بسورة يونس.
(آلْآنَ وَقَدْ كُنتُم بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ) يونس: ٥١
(آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ) يونس: ٩١
وسمي بالمخفف , لأن الحرف الواقع بعد حرف المد غير مشدداً .
النوع الثالث: المد اللازم الحرفي المثقل: هو أن يأتي بعد الأحرف المقطعة حرف تدغم فيه
مثل (الـم) فالحرف المقصود هو “اللام” لأن هذه الحروف تنطق هكذا: ” ألف لام ميم ” فألف (لام) بعده (ميم) مدغمة في الميم التي بعدها . ومثلها (طسم) فالمقصود السين.
وسمي بالمد اللازم , للزوم مده , وسمي بالحرفي , لأنه في حرف , وسمي بالمثقل , لأن الحرف الواقع بعد حرف المد مشدداً لفظاً .
النوع الرابع: المد اللازم الحرفي المخفف: أن يأتي بعد الأحرف المقطعة حرف لا تدغم فيه كان
مخففاً . مثل : ﭽ ﮔﮕ ﭼ أي اللام مع الراء . ومثل:(كهيعص) (ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ)
وسمي بالمخفف , لأن الحرف الواقع بعد حرف المد غير مشدد لفظاً .
الحروف المقطعة :
وقبل أن نتكلم عن المد اللازم الحرفي سنتكلم على الأحرف المقطعة التي في أوائل بعض السور القرآنية وعددها أربعة عشر حرفاً مجموعة في عِبَارة: (نَصٌّ حَكِيمٌ قَطْعاً لَهُ سِرٌّ)، ويسميها البعض الأحرف النورانية؛ تأدباً مع القرآن الكريم .
وهذه الحروف تنقسم إلى ثلاثة أقسام هي:
- أما حرف الألف فلا مد فيه لعدم وجود حرف مد في وسطه لقول الإمام الشاطبي رحمه الله: (وَمَا فِي أَلِفْ مِنْ حَرْفِ مَدٍّ فَيُمْطَلاَ).
- حروف تمد بمقدار حركتين: وهي مجموعة في قوله (حَيٌّ طَهُرَ).
- حروف تمد بمقدار ست حركات: وهي مجموعة في قوله (نَقَصَ عَسَلُكُمْ)، إلا أنَّ حرف (العين) يجوز فيه التوسط بمقدار أربع حركات أو الطّول بمقدار ست حركات.
تنبيه: الحرف الذي يمد يلزم أن يتوفر فيه شرطين :
- أن يتكون لفظاً من ثلاثة أحرف.
- الحرف الوسط يكون حرف مد ولين, مثل: كاف, نون, سين. أو لين, مثل: عَين
| 71 | وَ وَاجِبٌ إِنْ جَاءَ قَبْلَ هَمْـزَةِ
|
مُـتَّصِلاً إِنْ جُمِعَـا بِكِلْـمَـةِ |
المد الواجب , وهو المد المتصل : وهو أن يأتي بعد حرف المد همزة في كلمة واحدة ,
مثل : (السَّمَاءِ) (سَوَاءِ) (هَنِيئاً مَرِيئاً)
مقدار مده: يمد بمقدار أربع أو خمس حركات وصلاً ووقفاً.
أما في حالة مد العارض للسكون ست حركات ووقفنا على مثل ((السمآء)) فحينئذ تمد ست حركات لنسوى بينها وبين العارض للسكون.
وسمي بالمد المتصل: لاتصال حرف المد والهمز في كلمة واحدة .
ووجه المد: هو التمكن من النطق بالهمز لبُعْد مخرجها وجهرها وشدتها .
| 72 | وَجَائِـزٌ إِذَا أَتَـىٰ مُنْفَـصِلاَ
|
أَوْ عَرَضَ السُّكُونُ وَقْفاً مُسْجَـلاَ |
المد الجائز : وهو أنواع :
أ ـ المد المنفصل : وهو أن يأتي بعد حرف المد همزة كل في كلمة بأن يكون حرف المد آخر الكلمة الأولى والهمز أول الكلمة الثانية , مثل : (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ) (قُوا أَنْفُسَكُمْ) (وَفِىٓ أَنفُسِكُمْ)
وسمي بالمد المنفصل : لانفصال حرف المد عن الهمز , فكل منهما في كلمة .
مقدار مده: يمد بمقدار أربع أو خمس حركات فقط من طريق الشاطبية، ويجوز قصره من طريق الطيبة, لذلك سمي مداً جائزاً , لجواز مده وقصره .
ومعنى كلمة مسجلا أي مطلقا.
ب- المد العارض للسكون : هو أن يأتي حرف المد وبعده حرف ساكن , سكوناً عارضاً بسبب الوقف.
| (الْكِتَابُ) (الْمُؤْمِنُونَ) (الرَّحِيمِ) (نَسْتَعِينُ) |
الأمثلة:
وسمي بالعارض للسكون : لعروض السكون حالة الوقف ، الأصل فيه الحركة وصلا.
ومقدار المد فيه : يجوز مده حركتين أو أربعاً أو ست حركات عند الوقف عليه.
تنبيه: من قرأ بالقصر في المد العارض للسكون فيلزم القصر في كل مواضعه وذلك في مجلس الإقراء الواحد , أو الصلاة الواحدة , وكذلك إن قرأ بالتوسط أو بالطول, على قاعدة ((واللفظ في نظيره كمثله)).
هناك أنواع أخرى للمد الجائز لم تذكر في النظم, مثل:
1-المد البدل : وهو أن يتقدم الهمز على حرف المد.
| (آمَنُوا) (أُوتُوا) (الإِيمَانِ) |
مثاله:
مقدار المد: ويمد بمقدار حركتين فقط.
وسمي بالمد البدل: لأن حرف المد فيه مبدل عن همز ساكن, فإن كان قبله فتح أبدل ألفاً, وإن كان ضم أبدل واواً, وإن كان كسر أبدل ياءً.
فإن ءادم أصلها أَءْدم, وإيمان أصلها إِءمان, أوتوا أصلها أُءْتوا, كل همزة ساكنة أبدلت من جنس حركة ما قبلها.
2-المد اللين : هو الواو والياء الساكنتان المفتوح ما قبلهما.
| (خَوْفٌ) (سَوْءٍ) (بَيْتٍ) (شَيْءٍ) |
مثاله:
مقدار مده: عدم المد عند الوصل، أما إذا وقفنا عليه فإنه يعامل معاملة العارض للسكون, فيمد حركتين أو أربع أو ست.
وسمي بالمد اللين : لسهولة مده حالة الوقف .
3- مد الصلة (هاء الكناية أو هاء الضمير ) وهي : الهاء العائدة على المفرد المذكر الغائب
وتنقسم إلى : أ – صلة صغرى ب- صلة كبرى
الصلة الصغرى: وهي هاء الكناية التي يقع قبلها حرف محرك, وبعدها حرف محرك غير همز، فتوصل بواو إذا كانت مضمومة مثل (لَّهُۥ مَا فِى ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِى ٱلْأَرْضِ) [البقرة: ١١٦] . وتوصل بياء إذا كانت مكسورة مثل (يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا) [البقرة: ٢٦] . وذلك في حالة الوصل أما إذا وقفنا عليها فنقف بالهاء الساكنة.
مقدار المد : تمد بمقدار حركتين وصلاً .
وسميت بالصلة الصغرى : لقصر مدها على حركتين .
الصلة الكبرى: وهي هاء الكناية التي يأتي بعدها همزة قطع, وفي هذه الحالة تعامل معاملة المد المنفصل فيجوز فيها حركتين أو أربع أو خمس حركات، سواء كانت مضمومة أم مكسورة مثل: (وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ) [آل عمران: ٧] . (وَمِنْ ءَايَٰتِهِۦٓ أَنْ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍۢ) [الروم: ٢٠] .
وسميت بالصلة الكبرى : لإشباع صلتها إلى أربع أو خمس حركات .
وحكم كل من الصلة الصغرى والكبرى : الجواز .
قاعدة أقوى المدود :
قال الشيخ إبراهيم السمنودي رحمه الله تعالى: